يواصل سعر الأورو والدولار الارتفاع على مستوى السوق السوداء للعملة الصعبة في وقت تشهد هذه السوق ندرة حادة وعجزا كبيرا عن توفير الطلب المتزايد للتجار ورجال الأعمال بعد اقتناء كل الكمية المعروضة، وهو ما رفع سعر الأورو أمس إلى 19 ألفا و700 دينار لكل مائة وحدة للشراء و19 ألفا و400 دينار للبيع، في وقت يؤكد صرافو السوق الموازية أن السعر سيزيد عن 20 ألف دينار في ظرف ساعات. وبالمقابل، واصل سعر الدولار الارتفاع، حيث بلغ أمس 17 ألفا و800 دينار للشراء و17 ألفا و500 دينار للبيع مقتربا بذلك من سابق عهده قبل بداية الحجر الصحي المترتب عن فيروس كورونا، في وقت يتوقع باعة السوق الموازية أن يتعدى سعر "الدوفيز" كل الخطوط الحمراء بمجرد فتح الغلق الجوي والبحري. ويؤكد الخبير الاقتصادي عبد القادر بريش في تصريح ل"الشروق" أن ارتفاع سعر الأورو والدولار في السوق غير الرسمي وخاصة بعد عيد الفطر راجع إلى أن التجار والمضاربين في هذا السوق يريدون الشراء بكميات كبيرة وبأسعار منخفضة على أمل إعادة بيعها بأسعار مرتفعة وتحقيق أرباح استثنائية وتعويض فترة الركود التي عرفها هذا السوق خلال ثلاثة الأشهر الماضية نتيجة الغلق والحجر الصحي وتعليق السفر. ويؤكد الخبير أن عاملا آخر يعزز صعود أسعار "الدوفيز" وهو أن الأفراد يطلبون الأورو والدولار ويتوقعون إعادة فتح السفر وإمكانية قضاء عطلة الصيف خاصة في المقاصد السياحية مثل تونس وتركيا إضافة إلى أن بعض الأفراد يريدون اغتنام فرصة أسعارالدوفيز المنخفضة اليوم ويحولون ادخاراتهم من العملة الوطنية إلى العملات الصعبة. وهو ما ضاعف الطلب، في وقت يشهد العرض تقلصا نتيجة تشديد الرقابة على الواردات وعلى تضخيم الفواتير التي تشكل مصدرا أساسيا لعرض العملة الصعبة في السوق غير الرسمية. وسبق أن عرفت أسعار العملة الصعبة مستويات دنيا مع بداية جائحة كورونا وإجراءات الحجر وتعليق حركة السفر من وإلى الجزائر على غرار بقية دول العام وبلغ سعر الأورو قبل الحجر 20 ألفا و500 دينار للشراء و20 ألفا و300 دينار للبيع في حين تراجع خلال شهر ماي الجاري ليبلغ أدنى مستوى له وهو 18 ألفا و200 دينار للبيع و18 ألفا و500 دينار للشراء، في حين عادل سعر الدولار سابقا قبل بداية الأزمة 18 ألفا و300 دينار للشراء و18 ألفا و100 دينار للشراء لينزل في غضون الأزمة إلى 16 ألفا و400 دينار للبيع و16 ألفا و600 دينار للشراء. ويظل ملف فتح مكاتب صرف معتمدة ومقننة لبيع العملة الصعبة في الجزائر معلقا إلى أجل غير مسمى، حيث تبقى سوق "السكوار" السوق الرئيسية لتداول 6 ملايير دولار وفقا لتقديرات الخبراء مرفوقة بأسواق أخرى لبيع وتحويل العملة الصعبة بالولايات، كما يلجأ التجار اليوم للأسواق الافتراضية، عبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى فضاء كبير لتجارة "الدوفيز".