نظمت بلدية فوكة بولاية تيبازة، حملة نظافة واسعة على مستوى مقبرة الإسلامية للمدينة، شاركت فيها السلطات المحلية بما فيها رئيس الدائرة، ورئيس البلدية، وتكتل جمعوي ضم نحو 40 جمعية ناشطة على المستوى المحلي، ومنظمات، ومتطوعين أحرارا وفاعلين من المجتمع المدني، على غرار فوج الهلال للكشافة الإسلامية الجزائرية، والجمعية الخيرية بذور الجنة، فضلا على عمال النظافة بالبلدية. وتم خلال العملية التي شارك فيها أزيد من 200 متطوع، تنظيف المقبرة من الحشائش والأوساخ المتراكمة، باستعمال وسائل وعتاد خصصتها البلدية للحملة التي نظمت تحت شعار "من أجل مدينة نظيفة.. كلنا معنيون"، حيث ستتواصل العملية إلى غاية تنقية المقبرة من الأوساخ، لتتسع إلى الأحياء، ومناطق الظل التي تكثر فيها الأحراش ما يجعلها بيئة مناسبة للأمراض والعدوى، وتكاثر البيكتيريا والفيروسات، خاصة مع حلول فصل الصيف. ولقيت حملة تنظيف المقبرة رواجًا كبيرًا لدى شباب البلدية، في هذه الفترة التي عقبها تمديد الحجر المنزلي الجزئي بولاية تيبازة، إلى غاية 13 جوان المقبل، حيث يقبع فيها أغلب المواطنين من كافة الشرائح بمنازلهم، تزامنًا مع الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة وجسدتها خلية الازمة لمجابهة فيروس "كورونا" بالبلدية. من جهته، عبر نائب رئيس بلدية فوكة، مخطار عيشوبة، في تصريح ل"الشروق" عن استهجانه الشديد للحالة التي آلت إليها المقبرة، مطالبا في ذات الشأن من مواطني البلدية الالتفاف حول هذا العمل التطوّعي، بمعية التكتل الجمعوي من أجل تنقية أضرحة أهليهم وممرات المقبرة بين الفترة والأخرى، خاصة مع انتهاك بعض الشباب المنحرف قداسة المقبرة، معتبرا إياه خرقا وتعديا حقيقيٍّا على حرمة الموتى، الأمر الذي أثنى عليه النائب المكلف بالشؤون الاجتماعية والجمعوية ببلدية فوكة، سمير بدوي، الذي نبّه أن حملة تنظيف لا مقصد لها سوى وجه الله، وملء "صكّ الآخرة" بالحسنات، وذلك بالتنفيس عن المقبرة التي غطتها الأحراش، حيث أضحت بيئة مناسبة للقوارض والزواحف، التي باتت تهدّد حياة زائري المقبرة، مؤكدا في ذات السياق، أن المبادرة ستصبح سنة حميدة سيتكفل بها التكتل الجمعوي "حديث النشأة"، تحت وصايا رئيس الدائرة، الذي راهن على أن تصبح بلدية فوكة من أنظف البلديات في ولاية تيبازة. للإشارة، فقد تزامنت مبادرة تنظيف المقبرة، مع حملة لتوزيع أزيد من 10 آلاف كمامة، خصّصت لفائدة سكان مناطق الظل بالبلدية، كما شملت عملية التوزيع جميع المحلات التجارية المرّخص لها بالنشاط، وتجار السوق البلدية، ومركز البريد ومصالح الأمن والدرك والحماية المدنية. من جهته، أكد منسق توأمة فوج الهلال للكشافة الإسلامية، والجمعية الخيرية بذور الجنة، محمد بلمداني، ل" الشروق"، استحسان الجميع للعملية التي أكد أنها جرت في أجواء رائعة وأخوية ملئها روح التلاحم والتضامن بين الجمعيات المحلية المشاركة والمتطوعين، مثمّنا في الوقت نفسه، المجهودات المبذولة من طرف رئيس الدائرة ورئيس بلدية فوكة لإنجاح المبادرة.