نظم فوج الهلال للكشافة الإسلامية الجزائرية، بالتنسيق مع جمعية بذور الجنة الخيرية، ببلدية فوكة ولاية تيبازة، مائدة الرحمان للإفطار الجماعي، بدار الشباب، حيث يسهر طاقم من الشباب على توفير وجبات إفطار متكاملة لفائدة المستفيدين الذين توافدوا على المائدة الرمضانية، وهي العادة التي يحرص من خلالها هؤلاء، على إحياء قيم التكافل والتضامن التي يتسم بها أبناء فوكة خلال الشهر الفضيل. وقد شرعت مائدة الرحمان للإفطار الجماعي كما سماها المنظمون، في استقبال الصائمين منذ اليوم الأول في رمضان وإلى غاية آخر أيام الشهر الكريم، حيث استقبلت عشرات الصائمين الذين قدمت لهم وجبات إفطار في جو عائلي خلقه الحاضرون كنموذج حي لقيم الشهر الفضيل، الذين عبروا بالمناسبة عن فرحتهم وارتياحهم لمثل هذه المبادرات الخيرية. وقال مسؤول الإدارة والتنظيم بالفوج الكشفي "الهلال" محمد بلمداني، ل "الشروق"، إن مائدة الرحمان قد حضرها في اليوم الأول نحو 100 صائم من مختلف الأعمار والجهات، من عمال أفارقة وسوريين وعابري السبيل والمحتاجين، والعدد في ارتفاع يومي، حيث يرتقب أن يصل إلى نحو 250 وجبة يوميا. وأضاف ذات المسؤول، أنه رغم العراقيل والعقبات، إلا أن عزيمة الشباب أكدت مرة أخرى مثابرة هؤلاء في إرادتهم القوية لخلق تكافل اجتماعي رمضاني سيتواصل إلى ما بعد رمضان، بفضل تكاتف الشباب ودعم المحسنين من تجار ومواطنين، من البلديات المجاورة، مضيفا أن مائدة الرحمان ستكلل بحفل ختان جماعي للأطفال اليتامى والمعوزين، بالتنسيق مع المركز الصحي الجواري بالبلدية، بالإضافة إلى السعي للقيام بعملية "لباس اليتيم والمعوز" خلال عيد الفطر، حيث نناشد السلطات المحلية والولائية والمحسنين إنجاح هذه المبادرة التي تعد في ميزان حسنات المنظمين والمحسنين. من جهته، أكد رئيس جمعية بذور الجنة الخيرية عبد الرحيم بوترفاس، أن تسمية المائدة ب"الرحمن" جاءت من سورة المائدة، كذلك فإن اسم "الرحمن" يحثّ على التراحم والمودة، التي تُعتبر الهدف الرئيسي لنا، مضيفا في الوقت نفسه أن تدعيم السلطات المحلية والولائية كان محتشما، إلا أن تكافل المحسنين، أعطى نفسا جديدا للشباب المتطوع، الذين اختاروا مائدة الرحمان على موائدهم العائلية طيلة 10 أيام الأولى من الشهر الفضيل، معتبرا هذا هو الجهاد الإنساني لمواصلة مثل هذه المبادرات الخيرية وجعلها غير مرتبطة بشهر رمضان أو المناسبات الدينية فقط، مضيفا أن هناك مشروعا تكافليا سيستمر طيلة السنة، داعيا المحسنين والسلطات المحلية المساعدة والاهتمام بمثل هذه المبادرات التطوعية الخيرية. ويقول المتطوّعون الشباب، أن تمويل هذه المبادرة الخيرية، قد تم توفيره من مساهمات بعض المحسنين أهل الخير الذين يساهمون كل يوم بما هو مادي وعيني.