تشهد المقاطعة الإدارية بالدبداب الحدودية بولاية ايليزي، توافد عدد من العائلات الليبية، التي ترغب في مغادرة أرض الوطن، والعودة إلى بلادها، مناشدين السلطات السماح لهم بالخروج عبر المعبر الحدودي "الدبداب غدامس". هذه العائلات الليبية التي جاءت إلى الجزائر قبل قرار غلق الحدود، سواء من أجل العلاج بالمستشفيات الجزائرية، أو من أجل زيارات عائلية بحكم علاقات القرابة والمصاهرة، أو حتى من أجل السياحة، أين وجدت نفسها عالقة في الجزائر، بعد قرار الدولة غلق الحدود بشكل كلي، في إطار التدابير والإجراءات الوقائية، للحد من انتشار فيروس كورونا، وذلك قبل نحو ثلاثة أشهر، ما أدخلهم في دوامة وجعلهم في حيرة من أمرهم، أين مكث بعضهم في الفنادق، والبعض الآخر عند أقاربهم، قبل أن تقرر بعض العائلات والرعايا الليبيين، التوجه نحو المعبر الحدودي "الدبداب غدامس"، للمطالبة بحل لوضعيتهم. وأكدت في السياق، إحدى السيدات "للشروق" بأنهم قد ضاقوا ذرعا من مكوثهم في الجزائر، بعيدين عن أولادهم وعائلاتهم في ليبيا، حيث كانوا قد توجهوا نحو السفارة الليبية بالجزائر، وبذلت ما عليها من جهد واتصالات، إلا أنه لم يكن هناك تجاوب من الحكومة الليبية على حد قولهم، وهذا ما عمق معاناة البعض منهم، حيث نفدت لديهم النقود، وأضافت محدثتنا بأن ابنتها بصدد اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، وترغب في أن تكون بجانبها، وغيرها من الحالات الإنسانية، مؤكدة في الوقت نفسه بأنها وعلى غرار باقي الرعايا الليبيين يتفهمون جيدا قرارات الدولة الجزائرية بخصوص غلق الحدود لمنع تفشي الوباء، مناشدين في الوقت نفسه، النظر في حالتهم من أجل السماح لهم بمغادرة الجزائر، والعودة إلى وطنهم ليبيا، مع التزامهم بجميع التدابير الوقائية، بداية من موافقتهم بالمكوث في الحجر الصحي. وكشف النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن ولاية ايليزي الهزة محمد للشروق، بأنه قد تواصل مع وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم بهذا الخصوص، أين أكد له بأنه سيكون هناك جديد بخصوص هؤلاء خلال الأيام القادمة، والتي يرجح أن تكون بالسماح لهم بمغادرة أرض الوطن بعد التنسيق مع الطرف الليبي، فيما قام أعيان بلدية برج عمر إدريس بولاية ايليزي بمراسلة والي ولاية ايليزي، حسب الطلب الذي تحصلت الشروق على نسخة منه، من أجل السماح لعدد من الرعايا الليبيين العالقين بالخروج عبر معبر الدبداب. أما من الطرف الليبي، فإن المجلس البلدي بغدامس وحسب الإعلان الذي تحصلت "الشروق" على نسخة منه، فقد قام قبل أيام بغلق المدينة بالكامل، في إطار الإجراءات لتفادي انتشار فيروس كورونا، بعد ظهور عدة حالات في الجنوب الليبي، من جهة أخرى علمت الشروق بأن السلطات في غدامس قامت بمراسلة العاصمة طرابلس من أجل السماح لهم بالدخول، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة.