شدد العشرات، من سكان ولاية إيليزي، على ضرورة النظر بجدية في مطلب توفير طائرة طبية، أو النقل الجوي للمرضى، الذي أصبح أكثر من حتمية وضرورة لمواطني الولاية، حسبهم، بالنظر إلى عمليات إجلاء وتحويل المرضى نحو مستشفيات ولايات أخرى، على سيارة الإسعاف، التي أقربها مستشفى ورقلة على مسافة تزيد عن الألف كيلومتر. وكان نقل امرأة مريضة في حالة حرجة من مستشفى ترقي وانتيميضي بإيليزي نحو مستشفى محمد بوضياف بورقلة، على متن سيارة إسعاف، قد أثار موجة غضب كبيرة لدى سكان ولاية إيليزي، بسبب عدم نقلها عبر الطائرة، بالنظر إلى حالتها الصحية الحرجة، التي لا تسمح بذلك، خاصة أن الأطباء نصحوا بعدم نقلها برا، ورغم ذلك فإن عائلتها أبوا إلا أن ينقلوها بعد استنفاذ كافة السبل المتاحة، لتنطلق بوجود عدد كبير من أبنائها وأفراد عائلتها وعدد من المواطنين، أين قطعت مسافة الألف كيلومتر في عشرين ساعة، لكون سيارة الإسعاف لم تسرع بسبب حالة المريضة، فيما وصلت المريضة وهي تتلقى العلاج حاليا بمستشفى ورقلة، ولكن هذا أثار موجة سخط، فيما تعالت أصوات تطالب بأن تخصص الدولة الطائرة الطبية التي طالما وعدوا بها، أو الاستفادة من الطائرات الصغيرة المركونة لدى شركات سوناطراك بالمنطقة ليستفيد منها المريض على الأقل. وزراء صحة سابقون وعدوا بتوفير الطائرة الطبية دون جدوى وكان وزراء الصحة السابقون قد وعدوا بتوفير الطائرة الطبية دون جدوى، وعلى رأسهم الوزير الأسبق جمال ولد عباس، الذي صرح لمنتسبي قطاع الصحة بولاية إيليزي، خلال زيارته، بأن الولاية قد استفادت من النقل الجوي للمرضى، عبر توفير طائرة طبية خصيصا لنقل الحالات الحرجة من مستشفيات إيليزي نحو مستشفيات الشمال. وقال لهم يومها: "مبروك عليكم النقل الجوي"، ولكن بقيت مجرد وعود فقط. أما وزير الصحة الأسبق أيضا عبد المالك بوضياف، خلال زيارته للولاية في جانفي سنة 2015، أعلن في اجتماعه مع منتسبي قطاع الصحة بإقامة الطاسيلي، بأن الطائرة الطبية ستكون متوفرة لفائدة سكان ولاية إيليزي، ولكنها أيضا بقيت مجرد وعود، وحتى الوزير محمد ميراوي كان قد وعد بالتكفل بهذا الأمر، دون جديد يذكر، لتستمر بذلك معاناة المرضى، في ظل النقص الكبير في الأطباء الأخصائيين، أو التجهيزات اللازمة، خاصة للحالات المعقدة والحرجة. توقف الطيران المدني بسبب جائحة كورونا فاقم الوضع وقد انعكس توقف الطيران المدني بسبب جائحة كورونا ضمن الإجراءات الوقائية لتفادي انتشار الفيروس، على النقل الصحي وتحويل المرضى نحو مستشفيات الشمال، حيث بات مستشفى ترقي وانتيميضي يحوّل المرضى عبر سيارات الإسعاف ليقطعوا مسافات تفوق الألف كيلومتر، وهذا ما أثقل كاهل المرضى، والطاقم الطبي وشبه الطبي على حد سواء، بل ويتسبب حتى في اهتراء سيارات الإسعاف، بحيث كان يتم نقل الحالات التي تستدعي التحويل عبر طائرات الجوية الجزائرية، أو عبر طائرات سوناطراك في بعض الأحيان.. وهذا ما يطالب به سكان إيليزي وهو وضع طائرات سوناطراك تحت تصرف الحالات الحرجة لنقله. ليبقى الأهم من توفير الطائرات الطبية، هو بناء مستشفيات بالمعايير المقبولة، من أجل التكفل بجميع الحالات المرضية، أو توفير الأطباء الأخصائيين والتجهيزات اللازمة على الأقل، من أجل تفادي تحويل المرضى، الذي ضاق منه سكان إيليزي ذرعا، لما فيه من معاناة. وحسب المعلومات المتوفرة لدى "الشروق" من مصادر موثوقة، فقد تم قبل أشهر الاتصال بمديرية الصحة بإيليزي من أجل تعيين طبيبين من كل مستشفيات إيليزي وجانت، للتنسيق معهم بخصوص نقل الحالات الحرجة جوا، ولكن مع دخول جائحة كورونا تم تجميد هذا الموضوع، على أمل تحقيقه مستقبلا.