أعادت الوضعية الصحية الصعبة التي يمر بها مهاجم مولودية بجاية عبد الرزاق بلال العمل الخيري في الوسط الكروي إلى الواجهة، خاصة في ظل غياب خطوات ميدانية تحول تكريس تقاليد فعلية في هذا الجانب، ناهيك عن الظروف التي مر بها البلاد وبقية بلدان العالم بسبب جائحة كورونا، ما يفرض حسب الكثير من المتتبعين أن يكون المحيط الرياضي والكروي على الخصوص في طليعة تقديم يد العون للمحتاجين وتسجيل وقفات ايجابية في هذا الجانب. لم يخف الكثير من المتتبعين أهمية العمل الخيري في المحيط الكروي، خاصة في ظل قدرته على منح إضافة نوعية في هذا الجانب، وهذا بناء على الإمكانات التي يتوفر عليها، ما يجعل الأندية والهيئات الكروية في موقع جيد حسبهم لتكريس تقاليد مهمة في مجال العمل الخيري، من خلال مد يد المساعدة في الوسط الرياضي أو في بقية المجالات التي تخدم الشق الاجتماعي للمرضى والمواطنين البسطاء، حيث طرحت العديد من الأطراف تساؤلات حول الأسباب التي جعلت الأندية واللاعبين يتأخرون نسبيا في تفعيل المساعي الخيرية لجهات في حاجة ماسة إلى يد المساعدة، سواء اللاعبين أنفسهم، من الذين تعرضوا إلى إصابات أو يواجهون متاعب بعد اعتزالهم، متاعب ناجمة عن البطالة وأمور أخرى، في الوقت الذي يقتصر العمل الخيري عادة في المناسبات، وخلال شهر رمضان، بقيادة نجوم كروية تسعى إلى بعث البسمة في وجوه المرضى والأطفال، وذلك من خلال تنظيم مبادرات خيرية ورياضية، وهي مبادرات يتمناها الكثير أن تبقى تقليدا ايجابيا لتكريس معاني التكافل والتعاون. إصابة اللاعب بلال تضع تقاليد العمل الخيري في المحك إذا كان المحيط الكروي لا يزال على وقع الصمت، بسبب التوقف الاضطراري للمنافسات الرسمية، بسبب جائحة كورونا، إلا أن خبر الإصابة الخطيرة التي تلقاها مهاجم مولودية بجاية عبد الرزاق بلال قد أسالت الكثير من الحبر، وسط دعوة ومساعي للقيام بخطوات فعلية من اجل مساعدته على تجاوز الوضعية التي يمر بها، وهذا بسبب الإصابة التي تعرض لها في إحدى الحصص التدريبية بعد اصطدامه مع أحد زملائه من فريق مولودية بجاية، اصطدام تسبب له في إصابة خطيرة حتمت عليه إجراء عملية جراحية في تونس وأخرى في وهران، فيما اقترحت بعض الجهات نقله إلى الخارج. يحدث هذا في الوقت الذي أدرجت قضية اللاعب عبد الرزاق بلال ضمن النقاط التي ينتظر أن يناقشها المكتب الفدرالي في اجتماعه المقبل، خصوصا وأن اللاعب بلال يعاني في صمت، ما جعل الفاف والرابطة الوطنية المحترفة تلجآن إلى جلب 237 مليون من فريقه السابق مولودية العلمة وراتبين شهريين من الموب، من خلال اقتطاع نسبة من عائدات حقوق البث التلفزيوني للفريقين المذكورين، علما أن اللاعب بلال يعاني من هذه الإصابة منذ شهر أكتوبر المنصرم، ما جعل رئيس الرابطة يدعو فريقه الحالي والسابق إلى تسوية مستحقات اللاعب بغية مساعدته على التكفل بوضعيته الصحية، فيما وجه اللاعب بلال نداء إلى السلطات المحلية لتسهيل مهمة حصوله على أمواله، خاصة في ظل تأخر أغلب مساعي تقديم يد المساعدة من الناحية المادية كخطوة ميدانية للوقوف مع اللاعب في الوضعية الصعبة التي يمر بها. زيدان تبرع بمعدات طبية لبجاية في عز كورونا وكان النجم الكروي السابق زين الدين زيدان من الوجوه الكروية التي صنعت الحدث في عز كورونا، حيث تبرع لولاية بجاية بمستلزمات طبية، لمساعدتها على مكافحة فيروس كورونا المستجد، وهذا تحت لواء مؤسسة زيدان الخيرية التي قدمت تبرعات لمستشفى بمواد طبية، في الولاية التي تنحدر منها أصول أسرته، ويتعلق الأمر ب 5 مجموعات خاصة بالإنعاش، وأجهزة تهوية وشاشات ومواد طبية أخرى، من خلال المؤسسة التي يديرها مع والده، وذلك في إطار مساعدة الجزائر على مواجهة جائحة كورونا، وهي الخطوة التي أشاد بها الكثير، خاصة وأنها تزامنت مع مرحلة حساسة تمر بها الجزائر وبقية بلدان العالم، بدليل أن زيدان ليس المدرب الوحيد في البطولات الأوروبية الذي قدم تبرعات في هذا الجانب، بل سبقته سبقه غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي الإنجليزي، الذي قدم مليون يورو من أجل شراء معدات طبية، وكذلك تطوع مورينيو المدير الفني لتوتنهام هو تسبير الإنجليزي، في حملة لجمع الطعام وتوزيعه مجانا على المسنين في جميع أنحاء لندن، ما يعكس الحسن الإنساني الذي تتصف به شريحة واسعة من الوجوه الكروية والرياضية بشكل عام. بوقرة أنقذ 30 مريضا من الصمم والإعاقة ومادمنا نتحدث عن أهمية تفعيل العمل الخيري في الوسط الكروي، فإن العديد من النجوم الكروية تسعى من حين إلى آخر إلى القيام بمبادرات مهمة في هذا الجانب، على غرار القائد الأسبق "الخضر" مجيد بوقرة الذي كان قد سهر منذ 5 سنوات على دورة "كوبا كوكا كولا" التي خصصت لاكتشاف المواهب الكروية، وتوجت باختيار 16 لاعبا شابا لتمثيل الجزائر في الدورة الدولية ببرلين الألمانية. ومعروف بوقرة بوقفاته الإنسانية، حيث سبق أن أنقذ 30 مريضا بالبليدة من الصمم والإعاقة مدى الحياة، بعدما تبرع ب 10 ملايير سنتيم لإجراء عمليات جراحية أنقذت الموقف في آخر المطاف. من جهة أخرى، تحولت العداء العالمية السابقة حسيبة بولمرقة إلى شخصية اجتماعية خلال السنوات المنصرمة من خلال خرجاتها الميدانية من حين إلى آخر إلى المستشفيات، شأنها شأن بطلة الجيدو سابقا سليمة سواكري التي أعطت صورة ايجابية في العمل الخيري، من خلال عدة مبادرات نوعية في هذا الجانب. عين براهيمي وفغولي وزياني على المستشفيات وفي السياق ذاته، فقد كشفت العديد من النجوم الكروية الجزائرية عن حسها الإنساني، من خلال زيارتها للمستشفيات، وتقديم تبرعات مالية لبعث البسمة وسط الأطفال والمرضى، على غرار ما قام به براهيمي في مناسبات سابقة، ناهيك عن مبادرات أخرى قام بها فغولي ومجاني وزياني وغيرهم من لاعبي المنتخب الوطني، ولاعبين آخرين فضلوا القيام بالأعمال الخيرية في صمت وبعيدا عن الأضواء، كما صنع اللاعب فوزي غلام الحدث في رمضان 2014، حين قام بزيارة مركز الطفولة المسعفة بمدينة عين التوتة بباتنة، وقضى معهم أمسية تاريخية، حيث تناول معهم وجبة الإفطار والتقط صورا للذكرى مع الجميع، كما قدم صك بقيمة 100 مليون لفائدة جمعية ناس الخير بباتنة. قدامى الثمانينيات ساعدوا المرضى والمحتاجين بمباريات استعراضية من جانب آخر، فقد ساهم الكثير قدامى لاعبي المنتخب الوطني في برمجة مباريات استعراضية، الغرض منها هو إضفاء الفرحة والفرجة الفنية، واستغلال مداخيل مثل هذه المباريات من أجل تقديمها للمرضى أو المحتاجين، بما في ذلك زملائهم السابقين في مجال الكرة، والذين مروا بظروف صعبة، وهي المبادرات التي تم تكريسها على مر السنوات الماضية في شكل مباريات اعتزال أو مواجهات كروية استعراضية، وفي هذا الجانب فقد قام قدامى المنتخب الوطني لفترتي الثمانينيات والتسعينيات خلال السنوات الأخيرة بعدة دورات ومباريات استعراضية لمساعدة اليتامى والمحتاجين، على غرار ما حدث في عدة ولايات من الوطن، بقيادة نجوم معروفة، في صورة بلومي ومناد ومغارية وبن شيخ وغيرهم من الأسماء المعروفة، وهي مبادرات تتم عادة بتأطير من جمعيات خيرية ورياضية، أو تحت إشراف السلطات المحلية والولائية وكذا مديريات الشباب والرياضة. مرسلي تبرّع للعراقيين.. ماجر ساعد المعاقين وكرمالي وقف مع مرضى السرطان وتحتفظ الكرة الجزائرية بنماذج مهمة لنجوم كروية ساهمت في فعل الخير وتقديم يد العون، مثلما قام به شيخ المدربين عبد الحميد كرمالي الذي سخر مداخيل مباراة اعتزاله لبناء مركز لمرضى السرطان في سطيف، وتنازل اللاعب الدولي الأسبق علي بن شيخ عن مداخيل مباراة اعتزاله لمصلحة فتاة مريضة من جيجل، كما تبرع البطل العالمي الأسبق نورالدين مرسلي بمبلغ مالي محترم لمساعدة الشعب العراقي، خلال "التليطون" الذي نظمه التلفزيون الجزائر مطلع التسعينيات، وتبرع النجم الأسبق رابح ماجر بمبلغ مالي كبير لبناء مسجد بحسين داي، كما قدم في أكثر من مرة صكوك مالية لجمعيات المعاقين، ناهيك عن مشاركاته في المباريات الاستعراضية الخيرية على الصعيد الوطني والدولي، مثلما حدث عام 1993 بالمغرب، تضامنا مع ضحايا حادثة تحطم طائرة المنتخب الزامبي التي خلفت صدمة كبيرة آنذاك. وفي الوقت الذي يدعو الكثير إلى تفعيل العمل الخيري في الوسط الكروي، إلا أن البعض يذهب إلى القول بأن أغلب الأندية الجزائرية لكرة القدم عن تقاليدها الخيرية التي عرفت بها في فترة التسعينيات، وأصبح اهتمام المسيرين منصبا على انتداب لاعبين بمبالغ باهظة دون التفكير في مساعدة المرضى أو تنظيم حفلات الختان أو تحضير وجبات الإفطار للمحتاجين وعابري السبيل مثلما كان يحدث في عز الأزمة الأمنية والمالية التي مرت بها البلاد، ولو أن ذلك لا يقلل من قيمة بعض المبادرات التي تقف وراءها بعض الأندية التي بقيت وفية لتقاليدها في بعض المناسبات، في صورة وفاق سطيف وشباب قسنطينة وغيرها.