سيكون رياض بودبوز، وفريقه الأخضر سانت إيتيان على موعد كبير مع التاريخ في لقاء تنتظره مدينة بأكملها، وتأمل من خلاله على بصم صفحة لفريق كان شرف فرنسا في سبيعنيات القرن الماضي عندما كان يلعب له الأسطورة ميشال بلاتيني. فرسا التي ألغت المنافسة الكروية ضد التيار الأوروبي، أذعنت لمطالب عشاق الكرة وستلعب مباراة نهائي الكأس بين الكبير باريس سان جيرمان والفريق التاريخي سانت إيتيان في لقاء سيتابعه الجزائريون، لأن الدولي رياض بوديوز سيكون ضمن التشكيلة الخضراء، وفي بال الكثير منهم أول لقب حققه باريس سان جيرمان في بداية الثمانينات عندما كان يلعب له أسطورة الكرة الجزائرية مصطفى دحلب، حيث فاز رفقاء موموس بضربات الترجيح على سانت إيتيان، الذي كان حينها الأقوى في فرنسا، وفي البال أيضا نهائي الموسم الماضي، عندما قابل باريس سان جيرمان فريق رين الذي ضمّ رامي بن سبعيني ومهدي زفان وانتهت المواجهة بهدفين في كل شبكة وفاز الجزائريان باللقب في ليلة لا تنسى بالنسبة لفريق رين. الضيف هذه المرة رياض بودبوز الذي كان في بداية مارس الماضي عريس مباراة الدور نصف النهائي، من كأس فرنسا، بين سانت إيتيان وران، وكانت المباراة تسير إلى الثواني الأخيرة من الخمس دقائق التي أضافها حكم المقابلة التي كانت تسير إلى الوقت الإضافي لأنها متعادلة بهدف لمثله، عندما حاول أحد لاعبي سانت إيتيان إرسال قذيفة من خط 18 مترا فارتطمت الكرة بمدافع، وعادت إلى الخلف ومن على بعد 20 متر أرسلها رياض بودبوز بقوة وبدقة فسكنت الشباك، وعاشت كل مدينة سانت إيتيان قبيل كورونا ببضعة أيام، الأفراح، وأصيب جمهور هذا الفريق بهستيريا من البهجة، كما تحولت غرفة تغيير الملابس إلى عرس كبير شارك فيه حتى المدرب بويول، الذي كاد يجن من الفرح عندما شاهد الكرة تلامس الشباك من القدم السحرية لرياض الذي دخل بديلا وكان الخيار الأمثل للمدرب الفرنسي الكبير، الذي استنجدت به سانت إيتيان من أجل إنقاذ فريقها المريض هذا الموسم. رياض بودبوز عندما سجل الهدف الذي نقل فريقه إلى النهائي قبل حوالي خمسة أشهر، أغلق أذنيه في إشارة للجمهور الذي لم يقبل الأداء المتواضع الذي قدّمه رياض هذا الموسم، وخيّب رفقة زملائه طموحات الأنصار الذين حلموا قبل بداية الموسم في حصول فريقهم على رتبة تسمح لهم بلعب رابطة أبطال أوروبا، التي سبق لهم وأن بلغوا النهائي فيها في منتصف سبعينات القرن الماضي، كما قال بودبوز للصحافة بأنه يأمل بأن يكون الهدف الذي سجله الدواء الذي سيعالج فريقه المريض بسوء النتائج بعد أن ضمن المشاركة في أوروبا ليغ ببلوغ النهائي، ولعبه أمام فريق سيشارك لأنه بطل الدوري في رابطة أبطال أوروبا. سيبلغ رياض بودبوز في مباراة الجمعة سن الثلاثين ونصف، وهو يحلم الآن بالحصول على أول ألقابه بعد مسيرة طويلة جدا، كان البعض عندما تقمص ألوان سوشو يظنون بأنه من المواهب الكبيرة في الدوري الفرنسي وأوروبا، خاصة عندما لعب كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010 مع رابح سعدان وعمره عشرين سنة فقط، حيث كان أساسيا أمام إنجلترا في المباراة الثانية في مواجهة روني وكراوش وغيرهما، ولكن اللاعب فضل البقاء في فرنسا والانتقال من فريق إلى آخر، ووُصف دائما بأنه لاعب كسول، حتى تجربته في إسبانيا كانت فاشلة مع زميله عيسى ماندي في بيتيس إشبيلية، ثم في سلتا فيغو، فقرر العودة إلى فرنسا بينما بيتيس استقدم نبيل فقير في مكانه، وحاول رياض بعث مشواره ولكن الفشل ضربه وصار مع مرور الوقت احتياطيا، حيث لم يسجل منذ بداية الموسم سوى هدفا واحدا من مخالفة مباشرة، وحتى ضربات الجزاء التي يعتبر الاختصاصي الأول فيها، ليس في فرنسا فقط، وإنما في أوروبا مُنعت عنه، وقد يكون نهائي الجمعة صفحة جديدة في تاريخ رياض بودبوز الغائب الكبير عن كان مصر التي توّج بها "الخضر" منذ سنة، ومن يدري فقد يعود رياض من الباب الواسع وهو الذي لعب بألوان المنتخب منذ أكثر من عشر سنوات، وكان مشروع لاعب كبير وصانع ألعاب من الطراز الرفيع، قبل أن تسجنه فرنسا مع فرق متوسطة. ب.ع