حذّر العديد من البياطرة والأطباء من تفاقم إصابات كورونا بعد عيد الأضحى، بسبب السلوكات المستهترة للمواطنين، الذين يزجون بأنفسهم وبغيرهم في المصالح الاستشفائية والموت المحقق، حيث حذرت النقابة الوطنية للبياطرة من غياب شبه تام لإجراءات الوقاية في أسواق المواشي وكوارث صحية في المذابح بعد منع الذبح في الأماكن العمومية. وتوقع دحمان نجيب، المكلف بالإعلام على مستوى نقابة البياطرة العاملين في القطاع العمومي، انفجارا في عدد الإصابات بفيروس كورونا، خاصة مع إجراءات منع الذبح في الأماكن العمومية وقلة المذابح، ما قد يلحق الكارثة خاصة في المدن المكتظة. وأفاد نجيب دحمان، في تصريح إلى "الشروق"، بأن الخطر لا يكمن في الحيوان وإنما في الإنسان الذي لا يحترم التدابير الوقائية، ويقصد أسواق الماشية دون كمامة ودون احترام مسافة الأمان. والأكثر من ذلك، اصطحاب الأطفال لاختيار الأضحية، معرضين إياهم بذلك إلى احتمال الإصابة بالعدوى. وقال نجيب دحمان: "انتظروا انفجارا من هنا إلى يوم العيد أكثر بكثير من الحصيلة التي نسجلها الآن". وتأسّف المتحدث لما يحدث في نقاط بيع المواشي، خاصة غير المرخصة منها، محذّرا من المخاطر الكبيرة التي قد تنجر عن ذلك. بياطرة بلا كمامات ولا مطهرات في أسواق المواشي وانتقد ممثل البياطرة قلّة وسائل الحماية والوقاية من فيروس كورونا وعدم تقديم الأقنعة والمطهرات للبياطرة الذين يقضون يومهم كاملا في الميدان دون أدنى وسائل الوقاية، وهو ما قد يعرضهم لخطر العدوى بكورونا، مطالبا الجهات الوصية بالنظر بعين الجد إلى هذا الإشكال المهدد لحياة البياطرة. وتطرق البيطري إلى نقص عدد البياطرة على المستوى الوطني لمراقبة جميع الأضاحي المعروضة في السوق، وهو مشكل معلوم جيدا لدى السلطات الوصية، وسبق طرحه في العديد من المرات، غير أنه لم يلتفت إليه إلى غاية الآن، حيث إن العدد الحالي يعد قطرة في بحر أمام حجم الماشية الواجب مراقبتها والسهر على سلامتها وصحتها. ثغرة في سلامة الأضاحي وشهاداتها الطبية وفي ما يخص سلامة الماشية ومراقبتها، أفاد نجيب دحمان بأن الأمر نسبي جدا، في الوقت الراهن، حيث إن الشهادة الوحيدة التي تسلم بخصوص الماشية هي شهادة التنقل بين الولايات، لكنها تطرح عدة إشكالات بخصوص هويتها وإذا لم تغير في طريقها إلى نقطة البيع، نافيا خضوع الأضاحي المعروضة للبيع في النقاط غير المرخصة وفي مواقع البيع الإلكترونية للمراقبة البيطرية. وتأسف نجيب دحمان لغياب مسار الماشية، أو ما يعرف بالملف البيطري لها، للتعرف على مختلف المراحل التي مرت بها والتلقيحات التي تكون قد تلقتها من قبل المربين، وكذا تحديد هوية الحيوانات والمواشي لتعريفها واعتماد نظام الشرائح المدللة عليها. حرمان البياطرة الخواص من رقابة المواشي والمذابح ومن جهة أخرى، كشف الدكتور نجيب دحمان، مفتش جهوي، أن عدد البياطرة غير كاف وأن البياطرة الخواص لم يمنح لهم دفاتر شروط للمشاركة في مراقبة الأضاحي عشية وخلال العيد، وهو ما ينذر بكارثة صحية، خاصة حسبه، أن نقاط البيع العشوائي للأضاحي، تعرف انتشارا رهيبا، علاوة عن غياب البياطرة في نقاط البيع المنظمة والمرخص لها. وتأسف المتحدث من عدم توفير الحماية الكافية لهم من طرف وزارة الفلاحة، خاصة أن المذابح البلدية سوف تعرف يوم العيد اكتظاظا بالمواطنين، الذين سيزدحمون للوقوف على أضاحيهم، وهذا خطر سوف يواجهه البيطري الذي بات يوفر الحماية لنفسه بأمواله الخاصة. وعلق قائلا: "نحن جميعا نعرف مدى استهتار الكثير من الجزائريين، وإن اضطرار بعضهم لنحر الأضحية في العيد، سوف يخلف عدة تجاوزات، سواء المتعلقة بصحة الأضحية أم بعدوى كورونا".