شهدت ولاية ميلة، خلال اليومين الماضيين، حلول خمسة من أفراد الطاقم الحكومي، للوقوف على حجم الأضرار التي خلفتها الهزتان الأرضيتان اللتان ضربتا الولاية، أول أمس، وخلفتا انهيار مبان وتصدع أخرى في عديد البلديات. وصل صبيحة السبت، وفد وزاري يضم وزير الموارد المائية والسكن والأشغال العمومية، أين قاموا بزيارة ميدانية لحي الخربة بعاصمة الولاية، الذي يعتبر من أكبر الأحياء تضررا، حيث تم إجلاء 80 عائلة إلى ملعب بلقاسم بلعيد ونصب خيم للمتضررين، إلى غاية إيجاد حل لهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة عقب الانتهاء من المعاينة الميدانية للمساكن، من طرف 60 مهندسا قدموا من عدة ولايات لمباشرة عملية المعاينة التقنية للسكنات، على أن يصل 20 مهندسا آخر، لتسريع عملية المعاينة والإحصاء، وقد أحصت الهيئة التقنية 93 سكنا ضمن الخانة الحمراء و117 مسكنا في الخانة البرتقالية، و65 منزلا في الخانة الخضراء إلى غاية السبت، حيث تعيش العائلات المتضررة وضعية صعبة للغاية بعد ما وجدت أنفسها دون مأوى، بعدما أصبحت سكناتها غير صالحة، فيما وصلت صبيحة السبت، شاحنات تحمل مساعدات من ولاية سطيف المجاورة محملة بالأغطية والخيم والمواد الغذائية. مطلب الترحيل على كل لسان وقال حبيب الله وهو أحد سكان "الخربة" المتضررين، إن إعادة الإسكان هو مطلبه الوحيد، وأضاف في تصريح ل"الشروق"، إن الأرضية كلها انجرفت إلى حي قندهار بطريق زغاية بالأسفل، والانجراف متواصل ورقعته تتسع مع الوقت، "من المستحيل السكن من جديد في الحي، منزلي تضررت أعمدته، وكذلك منزل شقيقتي القريب من هنا، أما منزل شقيقي فهو يوشك أن يغور في الأرض". وأعاب المتحدث على القائمين على تصنيف درجة تضرر السكنات أداءهم، فبالنسبة إليه، حي الخربة "منكوب تماما، ولم يعد به مبنى صالح للسكن". أما عبد المالك، وهو الآخر من سكان الحي، فقد قال إنه توجه الجمعة، إلى موقع نصب الخيام في ملعب بلقاسم بلعيد من أجل قضاء الليلة، إلا أنه مُنع من الدخول، حيث أبلغ بأنه مخصص فقط لمن صنفت مساكنهم ضمن الخانة الحمراء، "لكن لحد الساعة لم يحضر المهندسون، لمعاينة مسكني وتصنيفه"، يقول عبد المالك الذي كان يتحدث باكيا. للإشارة فقد أحصت مصالح الحماية المدنية بحي ميلة القديمة تضرر 16 منزلا قديما، و79 بحي الخربة مع انهيار منزلين، وبحي قصر الماء تضررت منازل، خمسة منازل، و11 منزلا في حي سيدي الصغير، وسجل في تحصيص بولمرقة مسكنان مهددان بالسقوط، وبشارع القدس منزلان، وفي حي السيباري 11 منزلا، كما تضررت 10 منازل في القرارم قوقة، وخمسة في زغاية ووادي النجاء. وقد تم تشكيل خلية أزمة على مستوى الولاية يترأسها الوالي لمتابعة مخلفات الزلزال الذي لم تشهده ميلة مند عقود، حيث عاش السكان حالة من الرعب والخوف وقضى المئات منهم ليلة سوداء وسط الشوارع، خصوصا بعد الهزة الارتدادية الثالثة منتصف ليلة الجمعة إلى السبت، حيث خرجت العشرات من العائلات ببعض مناطق الولاية إلى الشارع، خوفا من وقوع انهيارات، إلا أنه لم تسجل أية إصابات أو خسائر جراء الهزة الارتدادية. وتوجه الوفد الوزاري مساء أمس، إلى منطقة فرضوة لمعاينة جسر وادي الرمال وجسر وادي الديب وجدار سد بني هارون، حيث قامت مصالح الأشغال العمومية، بفتح حركة المرور على جسر وادي الديب المعلق على حوض سد بني هارون بعد التأكد من سلامته عقب الهزتين الأرضيتين اللتين تسببتا في سقوط الحجارة من الجبال المحاذية للطريق الوطني رقم 27 الرابط بين جيجل وميلة على مستوى منطقة بني هارون. برّاقي: "السد لا يشكل خطرا وليس سبب الزلزال" وصرح وزير الموارد المائية أرزقي براقي، أن سد بني هارون لا يشكل أي خطر على حياة المواطنين، نافيا الإشاعات المتداولة بخصوص تفريغ السد. وأوضح الوزير أنه لن يتم تفريغ سد بني هارون، كما أنه لا يشكل أي خطر وليس سبب الزلزال الذي هز ولاية ميلة. ونقلت "وأج" عن براقي قوله، أن الفرق التقنية على قدم وساق لفحص السد، كما أنه سيتم تزويد المواطنين بالمياه الصالحة للشرب والمحيطات المسقية على مستوى 6 ولايات ابتداء من اليوم، بعد التذبذب في التوزيع بعد زلزال الجمعة. أما وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود، فقال إن "إحصاء العائلات التي تضررت سكناتها بفعل الهزتين الأرضيتين لا بد أن يتم في أسرع وقت". وأكد بلجود، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية، أن "العائلات المنكوبة سيتم التكفل بها من جميع الجوانب". وكشف الوزير خلال جلسة عمل بالولاية بأن "سكنات تندرج ضمن البرنامج الجاري إنجازه حاليا بميلة ستخصص للعائلات المنكوبة"، مؤكدا بأن مساعدة مالية سيتم منحها لفائدة المواطنين الذين تضررت سكناتهم جراء الهزتين الأرضيتين، مطالبا السلطات المحلية بإحصاء المتضررين. ناصري: "إعانات المتضررين جاهزة" من جهته أكد وزير السكن والعمران والمدينة، كمال ناصري بأن "الفرق التقنية المتواجدة ميدانيا تعمل جاهدة على معاينة المنشآت والسكنات المتضررة منزلا بمنزل وإحصاء الأضرار بدقة". وقال أن "60 مهندسا من الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء (سي تي سي) متواجدون حاليا بأرض الميدان وسيرتفع عددهم هذا المساء إلى 80 بهدف الانتشار وإنهاء العمل التقييمي التقني في أقرب الآجال". وكشف ناصري، حسب "وأج" بأن "الإعانات الخاصة بالحالات المتضررة وكذا البرامج متوفرة للتكفل بهم سريعا"، مضيفا بأنه "سيتم إيجاد حلول سريعة للعائلات المتأثرة سكناتها، بشكل كبير من الهزتين الأرضيتين والمصنفة في الخانة الحمراء من قبل فرق المعاينة، وذلك دون إقصاء لأي عائلة". من جانبه، أكد وزير الأشغال العمومية والنقل فاروق شيالي، حسب المصدر ذاته، على "مرافقة الدولة ودعمها للمواطنين".