"لا تكونوا سببا في إغلاق بيوت الله وهذا إثم عظيم"، هكذا أوصى، السبت، الأئمة المصلين الذين استقبلتهم أمس المساجد عبر الوطن بعد أن غلقت بسبب وباء كورونا لأكثر من 5 أشهر، حيث تم التذكير عبر مكبرات الصوت ببعض المساجد بالإجراءات الواجب التقيد بها قصد تفادي انتشار فيروس كوفيد 19 وتكون صلاة الجماعة بؤرة من بؤر العدوى. وقال إمام مسجد عباد الرحمان بحي عميروش بحسين داي، إن فتح المسجد أمنية كان يتمناها المصلون، والأمنية تحققت وهي مقيّدة بشروط وهي شروط تعود بالمصلحة على الجميع، ويجب التقيد بهذه الأمور حتى تبقى بيوت الله مفتوحة، وتتحقق أمنية صلاة الجمعة. وقرأ ذات الإمام جملة الإجراءات التي وضعتها وزارة الشؤون الدينية بطلب من الجهات الصحية، بالتفصيل مذكرا بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، على غرار فضل الوضوء في البيت ومجيء المصلي متوضئا إلى المسجد. وأوضح إمام مسجد عُبَّاد الرحمان بحسين داي، أن قاعة النساء ستضاف كمساحة أخرى لصلاة الرجال حتى يتحقق التباعد، وأن كل مصل كان يخرج للسوق ويتجول وليست علة وجبت عليه صلاة الجماعة، ولا يملك حجة التخلف عليها، مذكرا بشروط التقيد بإحضار سجادة من المنزل معقمة وكيس لوضع الحذاء داخله أثناء الصلاة وارتداء الكمامة ويجوز –حسبه- ارتداء القفاز وهذا للضرورة مع الحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي أثناء الصلاة، وتعقيم اليدين قبل وبعد الخروج من المنزل. كورونا غيّر طريقة الصلاة في المساجد وأكد ذات الإمام أن الشرط في صلاة الجماعة هو التراص في صفوف المصلين والاحتكاك في الأكتاف والأذرع ولكن كورونا حتمت علينا التباعد وترك فجوات بين المصلين، قائلا "الصلاة في المسجد خير من الصلاة في البيت، فاحذروا أن يتسبب أحد في غلق بيوت الله ويكون ذلك إثم عظيم، فتقيدوا بشروط الوقاية". وتخوف أئمة المساجد، السبت، من أن تحدث فتنة من طرف مصلين قد لا يتفهمون الوضع الاستثنائي ويتجاوزون بعض الإجراءات، حيث أوضح إمام مسجد عُبَّاد الرحمان بحسين داي، أن الشخص الذي لا يرتدي كمامة أو لا يأتي بسجادته لا يسمح له بالدخول وقد لا يتفهم ذلك، كما حذر من التقبيل والمصافحة بين المصلين وخاصة الذين لم يلتقوا منذ تعليق صلاة الجماعة بسبب كورونا، وهذا حسبه، خطأ جسيم لابد أن يتجاوزه المصلون الذين يريدون مصلحة الجميع. وأوصى الشيخ جلول قسوم، إمام مسجد القدس بحيدرة، على ضرورة التقيد بشروط الوقاية والتي ستكون معلقة الْيَوْم أمام مداخل المساجد، حيث قال إن كل متسبب في غلق أحد بيوت الله فهو آثم. ودعا مصلون إلى تحقيق أمنية صلاة الجمعة من خلال الالتزام والتقيد بالإجراءات الموصى بها، على أن يتجنب كل من به مرض أو أعراض حمى او أنفلونزا أو زكام أو من له مرض مزمن المجيء إلى صلاة الجماعة والمسجد. في السياق، أبدى مفتش وزارة الشؤون الدينية، الشيخ سليم محمدي، رغبته في إعادة صلاة الجمعة في أقرب وقت، حتى يكثر فيها الدعاء والتضرع ليرفع الله علينا وباء كورونا، حيث دعا المصلين الالتزام بالإجراءات المطلوبة وهذا حتى تسمح الوزارة بعودة الصلوات الخمس في المساجد..