"يبدو أن السيد اولمرت لا يعرف شيئا عن الماضي فأنا لا أتجوّل لا في شوارع بيروت ولا في غير بيروت, أنا والعديد من الأخوة في حالة حذر, فمنذ أقدم سلاح الجو الإسرائيلي على قتل أميننا العام الشهيد السيد عباس الموسوي وزوجته وطفله بشكل علني وفي وضح النهار، سنة 1992 منذ ذلك الحين أنا لا أتجوّل في شوارع بيروت, اليوم أقول للسيد اولمرت ليس مهما أين أتجوَل أنا، المهم أن مشروعكم المرتبط بإسرائيل الكبرى أسقطناه، ومشروعكم المرتبط بإسرائيل العظمى حطمناه"... هكذا بدأ سيد المقاومة حديثه إلى قناة الجزيرة. أعلن حسن نصر الله في لقاء مع قناة الجزيرة أن صواريخ المقاومة قادرة على الوصول إلى أي مكان في الكيان الصهيوني, فلم يكن هناك مكان في فلسطينالمحتلة لا تطاله صواريخ المقاومة, تل أبيب, أو غيرها، أي زاوية أو أي نقطة في فلسطينالمحتلة كان يمكن أن نطالها بكل تأكيد، والآن يمكن أيضا أن نطالها بكل تأكيد. وكشف أمين عام حزب الله في مقابلة مع قناة الجزيرة بثت أمس أن لدى الحزب إمكانات صاروخية يمكنها أن تصل إلى أي هدف في إسرائيل, وقال أن سوريا كانت مستعدة للدخول في حرب العام الماضي ضد إسرائيل إلا أننا في الحزب لم نر مصلحة في ذلك, وأن الإسرائيليين أخذوا الاستعداد السوري في الحسبان، ولم يتحركوا عسكريا على المحور الذي قد يستوجب تحركا سورياً. "في البداية أنا أستطيع أن أؤكد بشكل جازم بأنه لم تكن لدي قيادة "حزب الله" أي رغبة في توسع الحرب لكي تصبح حربا إقليمية لأسباب كثيرة، سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية وهذه الحسابات كانت حسابات صحيحة، فنحن لم نكن نرغب بذلك ولم نفعل ما يؤدي إلى ذلك، ولم نطلب من سورية أو من أي صديق آخر مثلا، البعض يتحدث عن إيران "أن تفضلوا وادخلوا الحرب إلى جانبنا" على الإطلاق، لم يكن هذا في نيتنا ولا في رغبتنا ولم نكن نرى مصلحة في ذلك". أما القيادة السورية كانت تنوي أو كانت لا تنوي، أنا أعتقد أن قرارا بهذا المستوى لا تناقشه معنا القيادة السورية، وخصوصا ونحن في حالة حرب ومواجهة قاسية وحادة. ولكن ما أعرفه أنا وما أعلمه بالتأكيد أن سورية أبلغت من خلال وسطاء حكومة العدو بأن أي تقدَم بري في منطقة العرقوب باتجاه منطقة حاصبيا- راشيا بما يحاذي سلسلة الجبال الشرقية، يعني هذا الذي يُعتبر الحريم الأمني لدمشق فان سورية لن تقف متفرجة وأنها ستدخل المعركة، وطبعا حيثياتها هي الدفاع وهذه حقها الطبيعي الدفاع عن أرضها وعن عاصمتها وعن مدينتها. ما أعلمه أنا أن التهديد كان يفترض دخول قوات سورية إلى سلسلة الجبال الشرقية حتى ضمن الأراضي اللبنانية لملاقاة القوات الإسرائيلية التي سوف تدخل من تلك الزاوية، وما أعلمه أيضا أن الإسرائيليين أخذوا هذه الرسالة على نحو الجدية الكبيرة، ولذلك تلاحظ انه لم يحصل على ذاك المحور أي تقدم بري على الإطلاق، لم يتقدم أي جندي إسرائيلي على ذاك المحور، وكل التقدمات البرية حصلت على المحاور الأخرى التي كنا نواجهها نحن", "نعم لو دخلت القوات الإسرائيلية من ذاك المحور باتجاه منطقة حاصبيا- راشيا، لأن هذا سيعني أن دمشق أصبحت تحت النار ومن حق سورية أن تتصرف أن هذا تهديد وتهدَد بالمقابل إلى حد ما هذه معلوماتي". وفي المقابلة نفسها تحدث نصر الله عن تفاصيل ضرب البارجة الإسرائيلية "ساعر" بالصواريخ في اليوم الثاني للحرب، قائلا إنه جاء الوقت المناسب للحديث, وأشار إلى تصريحات الجنرال "ناعوم فيج" قائد البحرية الإسرائيلية التي قال فيها إن إطلاق الصاروخ على البارجة وإصابتها من المرة الأولى ليس أمرا عاديا, قال "كان هناك آلية معينة للإطلاق ما بين أن نحدَد كيف هي الآلية من مكان ثابت، أو من مكان متحرك هذه التفاصيل أفضَل أن تبقى سرا ", المؤكد أن الذين أطلقوا الصاروخ هل هم خبراء من المقاومة وهم خبراء مهندسون؟ وأضاف سيد المقاومة "هم شباب مهندسين من شباب المقاومة شباب لبنانيين من مئات السنين آباءهم وأجدادهم، وبالمناسبة على كل حال، إن شاء الله، إذا تكلمنا عن بعض جوانب النصر، النصر الإلهي، أنا أعتبر أن هذه واحدة من النصر، وهو انه عندما يأتي طاقم لبناني عنده خبرة، وبقدر ما كانت هذه الخبرة ، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يرمي فيها في الميدان في الحرب وفي ظروف حربية، بارجة حربية إسرائيلية ويصيبها من الصاروخ الأول، هذا في كل المدارس العسكرية، وعند كل الخبراء العسكريين، أمر غير عادي" أما عن عملية الأسر التي قام بها الحزب فقال الأمين العام لحزب الله "نحن كنا قد قررنا القيام بعملية أسر منذ فترة، والأخوة كانوا قد خططوا وكانوا حاضرين بشكل دائم في تلك المنطقة التي نُفذّت فيها العملية، وأستطيع أن أقول لك ولا أدري هذا إذا سوف يصنف في إخفاقات الجيش الإسرائيلي أم لا، أن الأخوة بقوا متواجدين في تلك المنطقة لعدة أشهر، لما لا يقل عن ثلاثة أشهر عدا بعض الاستراحات القليلة، يعني نحن متواجدون في منطقة وفي كمين ننتظر الدورية الإسرائيلية لمدة ثلاثة أشهر". يقول معد اللقاء, هذه المرّة كانت الإجراءات الأمنية مشددّة أكثر، بالمقارنة مع لقاء الصيف الماضي, حيث جرى اللقاء بواسطة أجهزة تقنية عالية, هذا ما يقوله بن جدو متحدثاً عن "إلقاء الخاص"، الذي جمعه بسيد المقاومة, الذي عرض الجزء الأول على قناتي الجزيرة والمنار. حسين زبيري