انتزعت قطر صدارة موردي الغاز إلى اسبانيا من الجزائر لأول مرة في التاريخ، حيث مثلث صادراتها من هذه المادة إلى إسبانيا نحو 23.9 بالمائة من حاجيات هذا البلد، بينما بلغت الجزائرية نحو 22 بالمائة خلال شهر جويلية الماضي، وسط حديث عن اتفاق وشيك بين سوناطراك و"ناتيرجي" الإسبانية بشأن أسعار الغاز. وفي السياق، تشير وثيقة صادرة عن هيئة تسيير ومراقبة مخزونات الطاقة الاسبانية (CORES)، تحوز "الشروق" نسخة منها، إلى أن صادرات قطر الغازية قد تخطت نظيرتها الجزائرية لأول مرة في تاريخ اسبانيا وحدث ذلك خلال شهر جويلية الماضي، حيث بلغت الصادرات الجزائرية 7518 جيغاواط في الساعة ما يعادل 75 مليون متر مكعب، مقابل 81 مليون متر مكعب صادرات قطرية لإسبانيا خلال الفترة ذاتها (جويلية 2020)، ما يمثل 23.9 بالمائة من الحجم الإجمالي لواردات اسبانيا من الغاز في الشهر ذاته (جويلية). وباحتساب واردات اسبانيا من الغاز على أساس سنوي (من أوت 2019 على جويلية 2020) تبقى الجزائر مسيطرة، حيث بلغت الصادرات نحو 43.414 جيغاواط في الساعة ما يعادل 4.34 مليار متر مكعب، بتراجع قدر ب43 بالمائة. لكن الوثيقة ذاتها لفتت إلى أن هذا التراجع اللافت في الصادرات الجزائرية مرده أيضا مستوى الواردات الاسبانية من الغاز منذ بداية تسجيل المعطيات في 2004، والتي تسببت فيها جائحة كورونا وما صاحبها من تدابير أثرت على الطلب المحلي على الغاز في اسبانيا. ونقلت صحيفة "لا إنفورماثيون" الاسبانية المتخصصة في "الشؤون" الاقتصادية، أن هذه المعطيات بخصوص التراجع الكبير لصادرات الغاز الجزائري إلى اسبانيا، تأتي في عز مفاوضات ثنائية بين سوناطراك وشركة "ناتيرجي" (غاز ناتورال فينوسا سابقا)، بشان إعادة التفاوض يشأن أسعار الغاز في العقد الذي تم تجديده قبل سنتين. ووفق المصدر، فإن سوناطراك وناتيرجي أوشكتا على التوصل لاتفاق جديد بشأن أسعار الغاز المتضمنة في عقد توريد هذه المادة إلى إسبانيا من طرف سوناطراك، دون تقديم تفاصيل إضافية، مشيرة إلى أن هناك خشية لدى "ناتيرجي" من تكرار سيناريو 2010 الذي انتهى بانتصار سوناطراك في قضية تحكيم دولي تتعلق بأسعار الغاز، وهي القضية التي كلفت الشركة الاسبانية مليارا و300 مليون أورو، وأدى ذلك بسوناطراك لتصبح مساهما فيها بواقع 4 بالمائة من الأسهم.