اعتمدت مصالح الشرطة و الدرك إجراءات جديدة لتعزيز إجراءات مكافحة الهجرة غير الشرعية عبر السواحل بعد تأمين الشواطىء المحروسة و غير المحروسة و تكثيف الرقابة على الطرقات و مسالك " الحراقة" ، و ذلمك من خلال مخطط عمل مشترك بين الدرك و الشرطة تحت إشراف ولاة الولايات المعنية بالظاهرة خاصة بالجهة الغربية للبلاد. ، حيث تم التنسيق خاصة في مجال تبادل المعلومات المتعلقة خاصة بهوية الأشخاص الذين يشرفون على ترحيل " الحراقة" على " خلفية أنهم الرأس المدبرة لرحلات الموت" و متورطين في عمليات النصب و الإحتيال على الشباب كما كشف التحقيق الأخير في قضية توقيف 54 حراقة بولاية عين تموشنت . و كثف رجال الشرطة و الدرك من عمليات المراقبة على مستوى المقاهي و قاعات الشاي أغلبهم بالزي المدني حيث تعقد أغلب الصفقات في هذه الأماكن إضافة إلى دوريات بالأحياء و المناطق المشبوهة و الشواطىء التي تعد نقاط إبحار الحراقة الذين يستغلون ساعات الليل و المناسبات للمغامرة بإتجاه السواحل الإيطالية أو الإسبانية ، و لجأت مصالح الأمن إلى " إختراق" الشبكات المنظمة للرحلات من خلال تجنيد رجال أمن للقيام بهذه المهمة " التي تسير في الإتجاه الصحيح و نتائجها فعالة " . و أكد المقدم رضا عيداوي قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية عين تموشنت التي قام عناصرها بضبط 56 " حراقا" نهاية الأسبوع الماضي ، أن مصالحه تعمل بهذه الإجراءات " و هناك عمل مشترك مع الشرطة و تعاون مكثف في مجال مكافحة الهجرة السرية " ، و أشار في تصريح خص به " الشروق اليومي " ، أن التنسيق يجري أيضا مع القوات البحرية على مستوى شاطئي بوزجار و بني صاف و قوات الجيش إضافة إلى الإمكانيات التي سخرها والي الولاية لتجهيز مراكز المراقبة و توفير مستلزماتها ، وأوضح المقدم عيداوي أن أجهزة الأمن خرجت عن الإجراءات التقليدية في مكافحة الظاهرة التي تشهد تفاقما خاصة بهذه الولاية لقربها من مدينة ألميريا الإسبانية على بعد حوالي 80 كم و الإبحار إليها لا يتجاوز الساعتين ، و أصبحت تركز في عملها على المعلومات و البحث من خلال "إعتماد نظام تحري في غاية السرية بما أن الهجرة ظاهرة سرية أيضا " مضيفا أن المحققين يستهدفون أكثر المشرفين على ترحيل هؤلاء و ليس هؤلاء ، و قال إن هناك عمل رقابة و إنتشار لرجال الأماكن المشبوهة التي يرجح أنها مركز لقاء المنظمين و المعنيين بالهجرة " و لأنهم يغيرون أسلوبهم كل مرة نقوم نحن أيضا بتغيير إستيراتجيتنا " ، كما باشرت مصالح الأمن تحقيقات في سرقة قوارب الصيد أو بيعها من طرف أصحابها المستفيدين منها في إطار تشغيل الشباب . إمرأتان من بين "حراقة" عين تموشنت و منظمو " الرحلة الوهمية " تلقوا أكثر من 1 مليار سنتيم و أوضح قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية عين تموشنت أن الرحلة السرية التي قامت مصالحه بإحباطها و أسفرت عن توقيف 56 "حراق" " كانت وهمية " ، و كان هؤلاء ضحايا نصب و إحتيال بعد أن دفعوا أكثر من 1.2 مليار تكاليف الإبحار إلى" إسبانيا الحلم " . و قال العقيد عيداوي خلال عرضه لتفاصيل القضية أن العدد الإجمالي كان حوالي 100 شخص كانوا ينوون الهجرة سرا عبر البحر من بينهم إمرأتان نجح بعضهم في الفرار من حصار رجال الدرك الذين تنقلوا إلى عين المكان بناء على معلومات وردت إليهم ، حيث تم ضبطهم في غابة بعد أن تم إيهامهم في لقاء سابق بإبحارهم عبر قارب كان متوقفا على مستوى الشاطىء ، و مكنت التحقيقات من توقيف شخص من بني صاف مسبوق في هذه القضايا و سبق توقيفه من طرف مصالح الشرطة ، و شخص ثاني من ولاية وهران كان يقوم بجمع المال و كانا هذان الشخصين على متن سيارة من نوع 206 تم كراءها من طرف وكالة كراء السيارات ليبقى 3 متورطين من بني صاف في حالة فرار يجري التحقيق في هوياتهم حيث لا يملك المحققون إلا أسماءهم " ننتظر تحديد هوياتهم لتصدر العدالة أمرا بالقبض عليهم" . و نفى العقيد عيداوي إستنادا إلى التحقيقات الأولية أن يكون هؤلاء " الحراقة" الذين تم توقيفهم فقراء أو بطالين " التحقيق كشف عن وجود 24 بطالا فقط أما الآخرين فكلهم ميسورين و أعتقد أنه لا دخل للوضع الإجتماعي في تفاقم الظاهرة بل هناك مشاكل نفسية تجدر دراستها " . و شدد قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية عين تموشنت على وقوع عملية نصب و إحتيال في القضية الأخيرة إستنادا إلى عدة معطيات أهمها التوقيت " الإبحار يكون ليلا لضمان وصولهم في الفجر حتى لا يكتشفهم حراس السواحل الإسبان " ، و قامت قيادة المجموعة بالإتصال بالقاعدة الجوية بوهران لضبط أي قارب " لكن لم تسجل أية عملية إبحار ذلك اليوم " . و قال العقيد عيداوي إن هذه الشبكات منظمة تنشط في الجزائر بالتنسيق مع شبكات في إسبانيا " التحقيقات كشفت عن تجريد الحراقة من وثائقهم قبل الإبحار و يتكفل شخص هناك في إسبانيا بمنحهم وثائق جديدة " لكنه يشير إلى أن منظمي رحلات الهجرة السرية أصبحوا يحتالون علبى "الحراقة" بالإستيلاء على أموالهم مقابل رحلة وهمية " . و كان وكيل الجمهورية لدى محكمة عين تموشنت قد أمر في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء بإيداع " الحراقة" الموقوفين الحبس ليجدوا أنفسهم في زنزانات و ليس في إسبانيا و علق العقيد عيداوي " نحن قمنا بإنقاذهم من الهلاك بتوقيفهم ". نائلة.ب:[email protected]