أفادت مصادر موثوقة ل"الشروق اليومي"، أنه تم تشديد المخطط الأمني الخاص بمكافحة ظاهرة الهجرة السرية على مستوى الولايات الساحلية بتعزيز الرقابة وتكثيف الدوريات المتنقلة بنقاط الإبحار، وذلك بناء على توجيهات رئيس الجمهورية. * استغلال "القاعدة" لقوارب المهاجرين لنقل السلاح والمتفجرات والتجنيد حيث قامت قيادة القوات البحرية، حسب مصدر مسؤول، بتجنيد وحدات قتالية متخصصة لملاحقة القوارب في عرض البحر بعد دعم وحدات حرس السواحل بقوارب جاهزة ومناظير متطورة، إضافة إلى نصب رادارات في مراكز المراقبة مقابل تجنيد مروحيات تقوم بضبط القوارب، ويتم التركيز من جهة مصالح الدرك الوطني على تفعيل سرايا أمن الطرقات وعمل الاستعلامات، وتتجه التحقيقات الأمنية إلى الشبكات المنظمة لهذه الرحلات التي لها امتداد خارج الحدود، وتطرح مخاوف من التنسيق بين هذه الشبكات والجماعات الإرهابية التي تستغل غطاء الهجرة غير الشرعية لنقل السلاح والمتفجرات بحرا بعد تضييق الخناق عليها برا. ومن المقرر انشاء فرق بحرية تابعة للدرك قبل نهاية السنة لمواجهة ظاهرة الحراقة. اعتمدت قيادة الدرك الوطني، استراتيجية مزدوجة في مواجهة ظاهرة الهجرة السرية من خلال تشديد الرقابة والإجراءات الأمنية بنقاط الانطلاق والإبحار مع التركيز على العمل الإستعلاماتي، إضافة إلى تنشيط حملات تحسيسية في المؤسسات التربوية ومراكز التكوين ودور الشباب للكشف عن مخاطر "الحرقة"، كما تم إعداد شريط مصور "قوارب الموت" نقل شهادات حية. من جهتها قامت قيادة القوات البحرية بتعزيز تدخلات حراس السواحل، خاصة في عرض البحر لملاحقة المهاجرين السريين. أفاد العقيد أيوب عبد الرحمن، رئيس خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني، في تصريح ل"الشروق اليومي"، أن مصالح الدرك الوطني مجندة لمواجهة الظاهرة، خاصة على مستوى الولايات الساحلية شرق وغرب البلاد من خلال تبني سلسلة من الإجراءات الأمنية أهمها "تعزيز الرقابة في الشواطئ المهجورة والمحروسة التي يبحر منها الحراقة" بتكثيف الدوريات المتنقلة وتم نصب مفرزات تابعة للحرس البلدي في بعض الشواطئ المتضررة. كما تم على صعيد آخر، تفعيل نشاط سرايا أمن الطرقات بنصب نقاط مراقبة بالمنافذ المؤدية إلى الشواطئ، حيث أثبثت نجاعتها ميدانيا من خلال إفشال ما بات يعرف ب"رحلات الموت" قبل الإبحار. وأوضح العقيد أيوب عبد الرحمن، أن قيادة الدرك الوطني اعتمدت أيضا مخططا وقائيا من خلال حملات تحسيس فئة الشباب باعتبارها المعنية أكثر بالظاهرة، حيث تنظم لقاءات مفتوحة مع الشباب في الولايات المعنية مع عرض شريط مصور أعدته خلية الاتصال تضمن شهادات ناجين وأولياء حراقة مفقودين، حيث اختتم الفيلم الذي تابعته "الشروق اليومي" بنداء شيخ يناشد الحراقة وسط الدموع "عندما تفكرون في الهجرة انتظروا أن نوارى التراب بعدها ارحلوا، لأننا سنموت حتما يوما تركبون البحر حزنا عليكم". واعتبر عقيد الدرك أن التوعية من وسائل مواجهة الظاهرة، حيث انخرط في الحملة أئمة مساجد للتأكيد على أن "الحرقة" تعتبر شرعا انتحار وقتل عمدي للنفس وهو حرام. وتركز مصالح الدرك الوطني، العمل الإستعلاماتي من خلال "اختراق" الشبكات المنظمة لهذه الرحلات، وقال مصدر مسؤول قريب من التحقيق في هذه القضايا "إنه تم تفعيل عمل الاستعلامات أيضا لإحباط الرحلات وتحديد هوية الشبكات التي أصبح نشاطها يمتد إلى خارج الحدود". ولفت مصدرنا الانتباه إلى مخاطر الهجرة السرية على الأمن الوطني، حيث لا يستبعد التنسيق بين شبكات الهجرة السرية والجماعات الإرهابية لنقل الأفراد والأسلحة بحرا بعد تضييق الخناق عليهم برا، كما أن العديد من العائلات قامت بإدراج أبنائها المختفين في ظروف غامضة ضمن "الحراقة"، لكن التحقيقات الأمنية أثبتت التحاقهم بصفوف الإرهاب.