حرم الأطفال الأقل من السن الإلزامية للدراسة، هذه السنة من التعليم التحضيري في المدارس، وهذا بسبب وباء كورونا ، فبعدما كانت بعض المؤسسات التربوية عبر جهات الوطن، غير متوفرة على هذه الأقسام، عمم الأمر على الجميع، ويأتي هذا مع الاستمرار في غلق التعليم القرآني للأطفال في المساجد، وارتفاع تكاليف دور الحضانة، التي تبقى مفتوحة لمن استطاع اليها سبيلا ما يجعل أطفال العائلات البسيطة محرومين هذا العام من الأقسام التحضيرية. إن التعليم التحضيري قبل سن القبول الإلزامي في المدرسة يحقق للطفل الكثير من الحاجيات التي لا يمكن تعليمها في البيت للأبناء، والذي يعجز بعض الأولياء عن القيام بهذا الدور خاصة وأن الطفل لا يتفاعل مع الآخرين سيما مع مرحلة انتشار وباء كورونا وما فرضته من إجراءات احترازية، وأمام هذا الوضع دعا مختصون في علم الاجتماع والنفس والتربية، إلى ضرورة إيجاد آليات جديدة لتمكين أطفال الجزائر الأقل من السن اللازم للمدرسة، من تنمية قدراتهم العقلية، وأكد هؤلاء أن ارتفاع تكاليف دور الحضانة مقابل مع تدني المستوى المعيشي للكثير من الأسر، يستدعي إيجاد حلول أخرى تأخذ بعين الاعتبار الجانب الاجتماعي والمالي لفئة من الأطفال، أهمها فتح ما يطلق عليه اسم"حدائق الطفولة" في المساجد، وفي دور الشباب. يجب تأهيل المساجد لاستقبال الأطفال في هذا الموضوع، قال رئيس جمعية العلماء المسلمين، الدكتور عبد الرزاق قسوم، إن الطفل يحتاج إلى تامين المكان الذي ينشأ ويأكل ويتعلم فيه، واليوم فرض فيروس كورونا المستجد، مناخا جديدا فعلينا أن نبحث حسبه، عن حلول خاصة بعد تعطيل التعليم التحضيري في المؤسسات التربوية للموسم الدراسي 2020.2021، وهذا لتفادي ترك فجوات وفوارق بين التلاميذ في الطور الابتدائي، حيث اقترح ما أطلق عليه، اسم "حدائق الأطفال" في المساجد، وهذا لضمان عدم بقاء أطفال دون سن الإلزامي للمدرسة، والذين هم من عائلات فقيرة لا تملك دخل يكفي لتسديد مستحقات دور الحضانة. وأكد الدكتور عبد الرزاق قسوم، أن بعض العائلات دفعت لتسجيل أبنائها في دور الحضانة التي سمح لها بمزاولة نشاطها، بعد منعها بسبب الحجر الصحي ما لا يقل عن مليون سنتيم و8000دج، للطفل الواحد حيث إن بعض الجزائريين الذين لديهم طفلين أو ثلاثة تتجاوز التكلفة 3 ملايين سنتيم أحيانا، وهذا أمر غير مقبول حسب قسوم، فيبقى المسجد المكان الذي يمكن أن يتكفل بالطفل من عائلة فقيرة خاصة وأن التعليم القرآني يدرب على التخاطب باللغة العربية التي يتحدث بها في وطنه. وأشار الدكتور قسوم، إلى أهمية التعامل التلقائي والغير الرسمي في التعليم التحضيري وذلك بحفظ آيات قصيرة، وفي شيء من الأريحية وعدم الإلزامية البيداغوجية، مضيفا أن بقاء الطفل في البيت يترك متاعب اجتماعية واقتصادية وتربوية وخاصة إذا كانت الأم تخرج للعمل. وطالب رئيس جمعية العلماء المسلمين، بضرورة إيجاد أماكن لبقاء الأطفال وضمان تواصلهم مع الآخرين، وتدريبهم على المهارات ومحاكاة الألعاب، حيث يرى أن بقائهم في الشارع خطر في هذه المرحلة الصعبة التي كثرت فيها ظاهرة الترويج للمخدرات والاغتصاب والاختطاف. مساع لجعل دور الحضانة تتماشى مع واقع الأسرة الجزائرية وفي السياق، كشف البروفسور صباح عياشي، رئيسة مخبر الأسرة والتنمية والوقاية من الانحراف والإجرام، عن مشروع وزارة التضامن، التي تعمل على توحيد البرامج وجعل دور الحضانة تتماشى والجوانب الاجتماعية والثقافية والتعليمية للمجتمع والأخذ بعين الاعتبار واقع الأسرة والأطفال الفقراء والمتواجدين في مناطق نائية. وقالت عياشي، أن الأقسام التحضيرية في المدارس أو دور رياض الأطفال مهمة جدا ولا ينبغي أن تقتصر على أبناء النساء الموظفات والعاملات ، مضيفة دور الحضانة أساسية في بناء وتكوين الطفل كلما توفرت فيها وسائل ومربيات ذات مستوى عال، وإنا الوسائل المادية كالألعاب والأدوات الأكثر تطورا والأكثر جاذبية للطفل تنميه ذهنيا وتطوره على التواصل مع الآخرين وتسهل له الاندماج في المدرسة مستقبلا. وأكدت على ضرورة تكوين المربيين في رياض الأطفال وهذا لتمكينهم من تكوين شخصية الطفل وترى أن التكوين في اختصاص الطب النفسي والاجتماعي مهم جدا للمربيين، وفي علاقتهم مع الطفل، وتربيته ثقافيا واجتماعيا وتكنولوجيا. وقالت البروفسور صباح عياشي، إن رياض الأطفال اليوم، أمام رؤى جديدة أهمها تكوين المربيين مؤكدة على دور الأخصائي الاجتماعي العائلي الذي يقوم بتقديم معارف للمربي وعلاقتها بالطفل. يجب أن تكون الأقسام التحضيرية في دور الحضانة مناسبة للجميع وناشدت عياشي السلطات المعنية، إيجاد حلول فيما يخص تكاليف رياض الأطفال، وعجز بعض العائلات والأسر التي ترى دور الحضانة مكلفة جدا بطبيعة، خاصة بالنسبة للأقسام التحضيرية حيث يجب أن تكون عقلانية في هذه التكاليف والتي لا تتناسب إلا مع العائلات الميسورة. وكشفت رئيسة مخبر الأسرة، البروفسور صباح عياشي، عن سعيها الجاد لدى وزارة التضامن، قصد إيجاد قوانين تتماشى مع الظروف المعيشية والواقع الخاص بالأسر الفقيرة والمحتاجة، التي ترغب في تسجيل أبناءها في دور الحضانة، حيث إن الاهتمام بالطفل هو استثمار للمجتمع من بناء سلوكي اجتماعي فيه كثير من المضامين والعلاقات مع الجانب النفسي للآخرين. حل مشكل المسافات بين العمل ودور الحضانة واستبعدت عياشي، الذهاب إلى مجانية بعض دور الحضانة، لأن الإمكانيات الجيدة فيها ضرورية، حيث الفضاء والألعاب تساهم في التدريب والتكوين وتجعل فوارق بين الأطفال، لكن تقترح توفير دور حضانة في المناطق النائية وحل مشكل المسافات بين مقر عمل الأمهات ودار الحضانة التي تضع فيها ابنها. ومشيرة إلى أن هناك شيئا آخر يتعلق بالتكفل داخل رياض الاطفال، بهذا بإعطاء إستراتيجية جديدة في الهندسة المعمارية والفضاء الحضري قبل بناء دور الحضانة مع الاهتمام بالهيكل والمورد البشري. أطفال المناطق النائية محرومون من التحضيري تأسف رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الابتدائي، محمد حميدات، من حرمان آلاف الأطفال الذين لم بلغوا السن الإلزامي للمدرسة، من التعليم التحضيري في المناطق النائية والجبلية وبعض المدن الصحراوية، وقال إن الكثير من المدارس لا تتوفر على أقسام التحضيري، وفي أحياء ومناطق لا تتوفر فيها أيضا، دور الحضانة، وهذا يخلف حسبه فوارق في المستويات التعليمية للتلاميذ. وقال حميدات إن مرحلة التحضيري، تساعد وتحافظ على العلاقة بين المعلم والتلميذ، وغيابها يترك أثرا بليغا على طول المشوار الدراسي للتلميذ، معيبا عن التعليم البيداغوجي والعادي في مدارس بعض جهات الوطن ووجود نقائص من شأنها التأثير على التحصيل العلمي، وتمكين بعض التلاميذ عن البعض الآخر.