تحتل الجزائر المرتبة الرابعة في العالم من حيث عدد حوادث المرور، إذ سجلت الجزائر أعلى نسبة في العالم من حيث حوادث المرور وفقا للتقرير الذي نشرته وزارة النقل الجزائرية والذي أفاد ان عدد حوادث المرور المسجلة في الجزائر يفوق 12 مرة ما يسجل في ايطاليا و13 مرة ما يسجل في الولاياتالمتحدةالأمريكية و10 مرات ما يسجل في فرنسا. وبين التقرير طبقا لما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية ان الجزائر سجلت471 ،27 حادث مرور في سنة 1991م تسببت في إصابة 494 ،35 شخص وأودت بحياة 241 ،3 منهم. تؤكد الأرقام أن فصل الصيف أكثر فترات السنة تسجيلا لحوادث المرور نظرا لارتفاع حجم الحركة على مستوى طرقات الشريط الساحلي ولم تنفع كل الحملات الإعلامية ولا التجنيد الكبير لمصالح الأمن في التقليل من الظاهرة، ليبقى موسم الاصطياف فترة وفاة لمئات الأشخاص عبر الطرقات. إذ يعرف فصل الصيف كل سنة، هجرة جماعية للمركّبات نحو الشمال، وارتفاع حجم الحركة على مستوى الشريط الساحلي الممتد على أكثر من 1200 كيلومتر. هذا الوضع، الذي يضاف إليه المسببات التقليدية لحوادث المرور، في مقدمتها العامل البشري واهتراء الطرقات وغيرها. وفي السنوات الأخيرة، زادت أشغال الطريق السيار شرق-غرب عبر العديد من النقاط في استفحال حوادث المرور بحكم تهور السياق عند وصولهم بالقرب من الأماكن التي تختنق فيها الحركة بسبب ورشات ما اصطلح على تسميته بمشروع القرن. هذه الفترة الحرجة من السنة، دفعت منذ فترة مثلا، مصالح الدرك إلى تبني مخطط دلفين، القاضي بتجنيد مئات الأعوان لضمان السلامة المرورية عبر الطرقات الشمالية للبلاد. ونفس الشيء بالنسبة للشرطة، حيث تضع مديرية الأمن الوطني قواتها في حالة استنفار على مستوى الطرق السريعة المؤدية إلى الشواطئ. لكن هذه الإجراءات أثبتت محدوديتها بالنظر إلى تواصل تسجيل أرقام مرعبة من القتلى والجرحى خلال هذه الفترة. الصيف موسم للأعراس والمآتم أيضا وبخصوص الأرقام، تشير إحصاءات السنوات المنقضية إلى أن معدل الوفيات على المستوى الوطني خلال فصل الصيف فاق خلال بعض السنوات 1200 قتيل. مع العلم أن حوادث المرور تقتل سنويا في الجزائر معدل 4 آلاف شخص. والمتابع لملف حوادث المرور، يلاحظ كيف يرتفع عدد القتلى بطريقة جنونية كلما اقتربنا من فصل الصيف، استنادا للإحصاءات الدورية لمصالح الأمن، خاصة الدرك وكذا مصالح الحماية المدنية. بالإضافة إلى ارتفاع عدد السيارات التي تقصد شمال البلاد كل صيف، يمكن سرد عوامل مرتبطة بهذه الفترة، حيث يتم تسجيل ارتفاع قياسي لظاهرة السياقة في حالة سكر، خاصة بالقرب من المركبات السياحية، فضلا عن حالات التهور التي تزداد خلال هذا الموسم. وبالحديث عن حالة الطرقات يجب التعريج على مشروع الطريق السيار شرق-غرب، الذي لم يتم الانتهاء من إنجازه، وإن ساهم في التقليل نوعا ما من حوادث المرور عن طريق قضائه على بعض النقاط السوداء، غير أن غياب بعض الهياكل المنتظر إنجازها قد يساهم في إحصاء حوادث مميتة. فمثلا على امتداد 200 كيلومتر الفاصلة بين العاصمة وولاية الشلف، والذي من بين أهم محاسنه أنه جعل الشلف على بعد ساعة ونصف من السير على العاصمة، لا يوجد مخرج من الطريق السيار الشرق-غرب إلا على مستوى خميس مليانة، حيث يوجد محول للمدينة. ففي حالة وقوع حادث مرور، مع ارتفاع الحركة بين الغرب الجزائري ''المنطقة السياحية المحبوبة لدى آلاف الجزائريين''، فسيجد المسافرون أنفسهم أمام خيار واحد هو نقل المصابين على متن سيارة لاستحالة وصول الإسعاف إلى هذه الأماكن، إلى غاية إنشاء مراكز الصيانة والأمن على مستوى المشروع. ''الجزائر ..الأولى مغاربيا وعربيا '' لقي أكثر من ثلاثة آلاف شخص حتفهم في حوادث السير بالجزائر في الفترة ما بين شهر جانفي الى نهاية شهر أوت الماضي. وذكرت إحصاءات في بيان الديوان الجزائري للوقاية من حوادث المرور أنه منذ بداية شهر سبتمبر أي منذ بداية شهر رمضان وقع 60 حادث سير خلف 43 قتيلا و122 جريح. وأضاف المصدر أن حجم الخسائر التي تتكبدها الجزائر سنويا بسبب حوادث السير قد وصل الى الى100 مليار دينار جزائري أي ما يعادل 12 ر1 مليار يورو. وأوضح أن الجزائر وضعت خطة لمحلة تحسيسية بعواقب السرعة والتجاوزات الخطيرة. وأشار البيان الى أن الجزائر تحتل المرتبة الرابعة عالميا في مجال حوادث السير وراء كل من الولاياتالمتحدة وإيطاليا وفرنسا والمرتبة الأولى مغاربيا وعربيا.