انتشرت مؤخرا بصورة ملفتة رسائل مجهولة حملت التهديد والوعيد ضد مجموعة من الأئمة بتلمسان وبالتحديد في منطقة سبدو، أبطالها أشخاص مجهولون ادعوا أنهم "ينتمون إلى الجماعات الإسلامية السلفية، طالبوا من خلالها الأئمة بالانضمام إلى صفوفهم والانصياع إلى أوامرهم، دون أن يبلغوهم بالمهمة التي يريدون إسنادها لهم. وقد حصلت الشروق اليومي على بعض الرسائل المجهولة التي توعد أصحابها الأئمة بالموت في حال عدم انضمامهم إلى الجماعات الإسلامية، لم تتضمن التهديد بالتصفية الجسدية لبث الرعب بين أوساط الأئمة وحسب، بل تعدتها إلى حد السب والشتم. فقد تضمنت إحداها خدش للشرف وقلة الحياء، حملت توقيع إحدى الجماعات التي تزعم بأنها مسلحة.هذه التصرفات الصادرة عن أطراف مجهولة، تركت مجموعة من الاستفهامات لم يتلق الرأي العام المحلي إجابة عنها، خصوصا وأن الشريحة المستهدفة هذه المرة هي فئة الأئمة. إحدى الرسائل التي تحصلنا عليها، مكتوبة بلغة عربية بئيسة، تؤكد المستوى المتدني لكاتبها..نقرأ فيها ما يلي: السيد.... نحن الجماعات الإإسلامية السلفية نريد منك المساعدة وهذا عندما نعطيك أمر..نريدك أن تنظم في صفوفنا وهذا الأمر لا نرفضه.فكرنا في أمرك وأنت الآن في قائمة معنا أنت والإخوة عندما نعطيك الإشارة وأردنا إبلاغك حتى لا تتفاجأ ولا تتردد ونحن نؤخذك في كل وقت نريد.أنت مراقب من طرفنا وكل تصرفاتك عندنا وأن تساعد فلا يصيبك مكروه وإن ترفض أنت تعرف من يخالف الأوامر سوف يعاقب عقابا شديدا أنت مكانك بيننا عندما نقرر نعلمك وشكرا.. هذا النص المقتطف من رسالة التهديد.. قد يفصح عن الجهة التي بعثت بها، فيما إذا ما توصل التحقيق عن كشف ملابساتها من أجل الوصل إلى مصدرها. طمين:"هذا التيار معروف.. و يعمل لصالح جهات أجنبية" وفي اتصال بالمستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية،السيد عبد الله طمين، قال طمين بأن التيار الفكري الذي يقف وراء هذه الأفعال "معروف و يتلقى تعليماته من وراء البحار" دون أن يذكره بالاسم، كاشفا بأن هذا التيار موجود منذ استقلال البلاد، هدفه تعكير الأجواء كلما لاح الصفو في الأفق، مضيفا "نحن لا نخشى هؤلاء، و سنطاردهم بالشرع و بالقانون و لن نرحمهم..نحن أعداؤهم إلى يوم الدين إن كانوا ير يدون شرا بنا، أما إذا كان لهم فكر متنوّر، فليفيدونا به". وقال طمين بأن الجزائر اختارت الوسطية في إسلامها، بينما اختار هؤلاء لغة التطرف و التحريض لإخراج المسجد من وظيفته البنائية التوعوية و تحويله إلى حزب سياسي، و أضاف "لقد لجأوا إلى هذا الأسلوب بعد أن عجزوا عن المواجهة في الميدان..وليعلموا أن هذا الأسلوب لن يدعنا هو الآخر نحيد عن الخط الذي اخترناه و هو الوسطية". وختم طمين بالقول أن المسجد في الجزائر مؤسسة لها برنامجها القائم على خيارات تبنتها البلاد بناء على قناعة، و أنه لن يكون أبدا منبرا لأي طرف كان. أ.أسامة / م.هدنه