صرح يوم أمس وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله للشروق اليومي بخصوص رسائل التهديد التي تلقاها مجموعة من الأئمة بولاية تلمسان مؤخرا من طرف من تسمّي نفسها جماعة سلفية مسلحة، أنه لا يملك تفاصيل كثيرة بشأن الحادثة لكنه لم يتوان رغم ذلك عن إدانتها معتبرا إياها مؤشرا خطيرا لا ينبغي التسامح معه. وقال غلام الله الذي كان يتحدث على هامش زيارة العمل والتفقد التي يقوم بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى وهران، أن رسائل التهديد آفة خطيرة تعاني منها قطاعات واسعة من المجتمع، وهي لم تستثن أحدا " حتى الوزراء " مثلما قال غلام الله قبل أن يضيف أن " حادثة تلمسان لم تكتمل ملامحها بعد وهو بانتظار ملف كامل حول القضية ليبلور رأيه بشأنها". وزير الشؤون الدينية أكد خلال حديثه أن خطر التهديد من طرف الجماعات المسلحة لم يتوقف وان قلّ، كما أن الأئمة عنصر فاعل وحيوي في المجتمع لذلك من غير المستبعد تعرضهم إلى مثل هذه التهديدات حتى وان أدركوا تماما أن الدولة كفيلة بحماية إطاراتها وفي مقدمتهم الأئمة من أيّ تهديد يحيط بهم"، كما تكلم الوزير في السياق ذاته عن ضرورة عدم تضخيم مثل هذه الحوادث التي قد تكون مجرد أفعال معزولة.." فقد يتعرض الإمام إلى التهديد من طرف جاره أو أحد معارفه الذي قد يستعمل أي صفة أو اسم لتهديده.." أوضح الوزير غلام الله مستطردا " بيد أن مثل هذه الحالات وخصوصا ما وقع في تلمسان ينبغي أن يتم التعامل معه جديا والقضية الآن بيد مصالح الأمن..". يذكر أن قصة تهديد الأئمة في تلمسان انفجرت على صفحات الشروق قبل أيام قليلة، وبدأت مع إيداع أئمة لشكاوى لدى مصالح الأمن بخصوص تلقيهم تهديدا من جماعات مسلحة تدعوهم إلى الالتحاق بها والدفاع عن أفكارها وإلا "تم إقامة الحد الشرعي عليهم"، وهو الأمر الذي فسره المستشار الإعلامي لوزارة الشؤون الدينية بأن تيارا فكريا من وراء البحار يقف وراءه دون تقديم تفسيرات إضافية . وفي قضية أخرى تتعلق بالحديث عن المتابعات القضائية التي تلاحق عشرات الأئمة عبر كل ربوع الوطن، وذلك في عدة قضايا بعضها أخلاقية، قال الرجل الأول في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن " مثل هذا الكلام هو دسائس أطلقتها بعض الأطراف خلا الحملة الانتخابية الأخيرة للتشريعيات والغرض من ورائها سحب تسيير الدولة للمساجد من أجل الاستيلاء عليها، علما أن هذه الأطراف ما هي إلا أحزاب سياسية معروفة .." قال الوزير الذي رفض الرد على سؤال الشروق حول هوية هذه الأحزاب لكنه أضاف متهكما.: " أنتم تعرفونها جيدا وهي ليست الأرندي طبعا...". للإشارة، فان الكلام بشأن المتابعات القضائية ضد الأئمة ارتفعت حدته في الأسابيع الأخيرة إلى درجة قال فيها البعض أن الأمر يحمل إرادة خفية لتشويه هذا القطاع وموظفيه، وأنه تقف من وراء ذلك أطراف تحمل أجندة معينة غرضها وضع الإمام واللص والمعتدي في سلة واحدة، لكن الوزير في ذات السياق لم يخف وجود أخطاء وتجاوزات تحاول وزارته التقليص منها مثل اتخاذها مؤخرا تدابير لوقف محاولة بعض الجماعات الفكرية والإسلامية اختطاف دور العبادة لفائدة أغراضها، "أو تحكم البعض في توقيت الآذان والصلاة على هواه...". قادة بن عمار