أحكمت شركة سوناطراك قبضتها للشهر الثاني تواليا، على واردات اسبانيا من الغاز، وبلغت مبيعات الغاز الجزائرية لإسبانيا خلال شهر أكتوبر الماضي أعلى نسبة لها في عام 2020، حيث غطت ما نسبته 53.1 بالمائة من مشتريات اسبانيا من الغاز خلال الشهر ذاته، واللافت أن سوناطراك قد أسقطت منافسيها بالضربة القاضية في سوق الغاز الاسبانية بعد أشهر من التراجع وخصوصا منتجي الشرق الأوسط وأمريكا الشمالية. وجاءت هذه المعطيات الجديدة وفق وثيقة لهيئة تسيير ومراقبة مخزونات الطاقة الاسبانية "CORES"، اطلعت الشروق على نسخة منها، تتعلق بواردات البلاد من الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال لشهر أكتوبر الماضي، وتأتي خصوصا بعد تطبيق اتفاق مراجعة أسعار عقود الغاز المبرم بين سوناطراك و"ناتيرجي" الاسبانية في 8 أكتوبر الماضي. وفي تفاصيل الوثيقة فقد بلغت صادرات الجزائر من الغاز إلى إسبانيا خلال أكتوبر الماضي نحو 150 مليون متر مكعب، صعودا من 100 مليون متر مكعب خلال سبتمبر 2020 وفق أرقام سابقة لذات الهيئة الاسبانية. ومثلت مبيعات سوناطراك الغازية إلى اسبانيا ما نسبته 53.1 بالمائة من مشتريات اسبانيا من الغاز، بكميات فاقت 150 مليون متر مكعب، مقابل 100 مليون متر مكعب شهر سبتمبر الماضي ما يمثل نسبة 30.6 بالمائة. وبتفحص هذه الأرقام، يتضح أن سوناطراك قد عززت مكانتها في سوق الغاز الاسبانية بما يقارب 23 بالمائة في شهر واحد (+ 50 مليون متر مكعب)، مباشرة عقب توقيع اتفاق مراجعة أسعار عقود الغاز مع ناتيرجي الاسبانية، في أكتوبر الماضي، الذي تضمن تخفيض الأسعار ومرونة أكثر في الكميات وسنوات إضافية للعقود. وبالنسبة لمنافسي سوناطراك الذين كسبوا حصصا مهمة في السوق الاسبانية للغاز خلال الأشهر الماضية، فقد شهدت مبيعاتهم تراجعا لافتا، خاصة المنتجين من الشرق الأوسط (قطر) بتراجع بلغ 59 بالمائة، كما تقلصت صادرات منطقة أمريكا الوسطى والجنوبية بنحو 75 بالمائة، وأمريكا الشمالية ب14 بالمائة. وكانت بيانات هيئة تسيير ومراقبة مخزونات الطاقة الاسبانية "CORES" قد أظهرت قبل أشهر أن قطر قد انتزعت صدارة موردي الغاز إلى اسبانيا من الجزائر لأول مرة في التاريخ، حيث مثلث صادراتها من هذه المادة إلى إسبانيا نحو 23.9 بالمائة من حاجيات هذا البلد، بينما بلغت الجزائرية نحو 22 بالمائة خلال شهر جويلية 2020، في عز الحديث عن مراجعة أسعار عقود الغاز بين سوناطراك وناتيرجي. وفي سياق ذي صلة، من المنتظر أن يكون للشتاء البارد الذي يخيم على أجزاء واسعة من القارة الأوروبية خلال أول شهر من الفصل تأثير ايجابي على صادرات سوناطراك الغازية خلافا لشتاء (2019/2020) الذي كان دافئا، حسب متابعين. وحسب تصريحات لوزير الطاقة الأسبق محمد عرقاب، فقد قلص الشتاء الدافئ في أوربا (أهم وجهة للغاز الجزائري) الصادرات بنحو 22 بالمائة، وهو أمر مستبعد خلال هذه السنة بالنظر للشتاء البارد المنتظر على أوروبا ما سيزيد في استهلاك الغاز، رغم شهر نوفمبر الذي كان دافئا أكثر من المعتاد.