عادت الجزائر شهر سبتمبر الماضي لتصبح المزود رقم 1 بالغاز لأسبانيا بعد تراجعها خلال الأشهر الماضية لصالح موردين من أمريكا الشمالية وقطر، وهو الوضع الذي يأتي بعد اتفاق مراجعة الأسعار بين سوناطراك و"ناتيرجي" قبل أسابيع، الذي تضمن تخفيض أسعار الغاز مقابل مرونة أكبر في الكميات المصدرة وفترة أطول للعقد الموقع بين الطرفين. وأفادت هيئة تسيير ومراقبة مخزونات الطاقة الاسبانية "CORES" في وثيقة لها نشرتها وسائل إعلام محلية الجمعة أن الجزائر استعادت موقعها في صدارة موردي الغاز إلى اسبانيا خلال شهر سبتمبر الماضي، مشيرة إلى أن كميات الغاز القادمة من الجزائر إلى المملكة الاسبانية في شهر سبتمبر 2020 بلغت 100 مليون متر مكعب، وهو ما يمثل 30.6 بالمائة من مجمل ما استوردته اسبانيا من غاز خلال الشهر ذاته. وحسب ما تضمنته بيانات الهيئة الاسبانية فإن نيجيريا هي التي حلت في الصف الثاني من بين موردي الغاز إلى اسبانيا بعد الجزائر، ثم روسيا، ما يعني أن الموردين المنافسين للجزائر خلال الأشهر السابقة لا أثر لهم في المراتب الثلاث الأولى، أي الولاياتالمتحدةوقطر. ووفق الوثيقة ذاتها فإن واردات اسبانيا من الغاز قد تراجعت شهر سبتمبر الماضي بنحو 15 بالمائة بالنسبة للغاز الطبيعي (عبر خطوط الأنابيب)، و31.8 بالمائة بالنسبة للغاز الطبيعي المسال "جي.أن .أل". وتأتي هذه التطورات في أعقاب توقيع اسبانياوالجزائر لاتفاق مراجعة أسعار عقود الغاز بتخفيضها مقارنة بالعقد الأول، مقابل مرونة أكبر في الكميات المصدرة وأيضا تمديد فترة العقد. ومن المنتظر أن تزيد الكميات المصدرة من الجزائر إلى اسبانيا أكثر خلال الأسابيع المقبلة بدخول الاتفاق الموقع بين سوناطراك و"ناتيرجي" لتخفيض الأسعار حيز التطبيق. وكانت بيانات هيئة تسيير ومراقبة مخزونات الطاقة الاسبانية "CORES" قد أظهرت قبل فترة أن قطر قد انتزعت صدارة موردي الغاز إلى اسبانيا من الجزائر لأول مرة في التاريخ، حيث مثلث صادراتها من هذه المادة إلى إسبانيا نحو 23.9 بالمائة من حاجيات هذا البلد، بينما بلغت الجزائرية نحو 22 بالمائة خلال شهر جويلية الماضي، في عز الحديث عن مراجعة أسعار عقود الغاز بين سوناطراك وناتيرجي.