تسببت الأمطار الأخيرة التي تساقطت على ولاية الشلف، في انهيار وسقوط عدة أسقف لمستودعات ومبان هشة بالمناطق النائية، إلى جانب انهيار وتسرب الأتربة وبعض الحجارة بالطرق الوطنية والجبلية، على الشريط الساحلي، وبأعالي جبال الونشريس. ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي على جملة من الأحياء، الذي استغرق إصلاحه حوالي ست عشرة ساعة بحي 140 مسكن بأم الدروع، مما تسبب في إلحاق خسائر وأضرار بمخزونات المواد الغذائية للمواطنين. كما عزلت بعض المجاري المائية والأودية الفلاحين وسكان المناطق الريفية، وحالت دون التحاقهم بمزارعهم، وحرمتهم من ممارسة أنشطتهم الفلاحية وجني الخضروات كالبطاطا والجزر والطماطم، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها والتهاب أثمانها في أسواق التجزئة. كما عرفت ولاية معسكر خلال اليومين الفارطين، هبوب رياح قوية أعقبت تهاطل أمطار غزيرة. وقد تم تسجيل العشرات من حالات سقوط أشجار وتكسر أغصانها خاصة على حواف الطرق. قوة الرياح أدت كذلك الى انقطاع في التيار الكهربائي عدة مرات على بعض المناطق. يشار إلى أن الرياح القوية التي ميزت مناخ ولاية معسكر سبقتها تساقطات مطرية دامت طيلة أيام الأسبوع الفارط، إذ تسببت في خروج بعض العائلات للعراء بسبب نفاذ المياه إلى سكناتها. وتزامنا مع الاضطرابات الجوية، واصلت الحماية المدنية بولاية تلمسان بث نداءاتها التحسيسية بخصوص ضرورة توخي الحذر، خاصة عبر الطرقات تجنبا لحوادث المرور، التي تتسبب فيها حالة الطرقات اللزجة، أو داخل البيوت ومخاطر التسربات الغازية. ودعمت التساقطات المطرية الأخيرة السدود الثلاثة (الشلف وكرادة وكراميس) بولاية مستغانم بما يقارب 8 ملايين متر مكعب من المياه الشروب، حسب ما أستفيد يوم السبت من مدير الموارد المائية. وقال موسى لبقع في تصريح لوأج أن المغياثية المسجلة خلال الأسبوعين الماضيين والتي تجاوزت 55 ملم رفعت منسوب سد وادي الشلف من 18 مليون متر مكعب إلى 24 مليون متر مكعب، وهو ما يمثل قرابة 50 في المائة من قدرات هذه المنشأة (القدرة الإجمالية 50 مليون متر مكعب). وتدعم سد وادي كراميس الذي تبلغ قدرته الإجمالية 45 مليون متر مكعب بأزيد من 1.6 مليون متر مكعب، بعد أن تراجع منسوبه بشكل كامل في الأشهر الماضية، وتم الاستغناء عنه كمورد لتموين ساكنة البلديات الشرقية لولاية مستغانم، وثلاث بلديات بولاية غليزان، في شهر أوت الماضي، يضيف ذات المسؤول. وتعتمد ولاية مستغانم في الوقت الراهن لتزويد الساكنة بالمياه الشروب، على محطة تحلية مياه البحر بسونكتار (بلدية مستغانم) التي تنتج يوميا 200 ألف متر مكعب، ونظام رواق مستغانم – أرزيو – وهران (الماو) الذي تراجعت قدراته إلى 40 ألف متر مكعب يوميا، و15 بئرا تمت إعادة تجهيزها وتشغيلها مؤخرا لتوفر 4 آلاف متر مكعب يوميا وفق السيد لبقع. وبشرق البلاد، سببت التقلبات الجوية والأمطار الغزيرة المتهاطلة على ولاية ميلة، منذ نهاية الأسبوع المنصرم والتي تواصلت إلى غاية السبت، في انهيار للصخور الجبلية وتراكم الأتربة على طول الطريق الوطني رقم 27 الرابط بين ولايتي ميلة وجيجل، وبالضبط بالمكان المسمى حمام بني هارون التابع لبلدية حمالة شمال ميلة، الأمر الذي جعل أصحاب المركبات يعبرون السبت، المسلك بحذر شديد خوفا من تساقط الحجارة على مركباتهم، أين يضطرون للتقليل من السرعة وعدم استعمال منبهات الصوت، خصوصا أصحاب الشاحنات وذلك لتفادي المزيد من الانهيارات وسط تضاريس جبلية وعرة، بينما تراجع آخرون عن سلك الطريق.