السلام عليكم: أنا الحمد لله شاب أعرف ديني، أحيانا أبتعد لكن سرعان ما أرجع للصلاة. تعرفت على فتاة ناضجة العقل ومحترمة و"بنت فاميلية".. تكلمنا مع بعض وارتحت لها كثيرا ثم طلبت منها أن تبعث صورتها لي فرفضت رفضا باتا.. أنا احترمت رأيها وأشعر بأني أحبها لكن حسب وصفها لنفسها هي فتاة سمراء، وأنا بحكم أني أيضا أسود اللون أجدني مترددا بشأنها لأني أبحث عن شقراء لتحسين نسلي.. ماذا أفعل الآن؟ لا أريد أن أضيعها لأنها جوهرة، وفي نفس الوقت أخاف أن أنجب أطفالا بنفس لون بشرتي. أحمد رد الاستشارة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شكرا لك أخي أحمد على ثقتك بنا ومشاركتنا لمشكلتك، في الحقيقة يبدو أنك تعرضت في صغرك لمواقف من التنمر نتيجة لون بشرتك تركت أثرها البالغ في نفسيتك وقد تقول أن الأمر يتواصل معك للآن، سأجيبك أني ذكرت في صغرك لأنها كانت أكبر من استيعابك فخزنتها وكبتها وحاليا وإن تكررت بأقل حدة لكنها تحمل نفس الآلام الكبيرة كونها لاشعورية مخزنة داخلك.. هذه المواقف أثرت في طريقة تفكيرك خاصة فيما يخص لون البشرة، أصبحت ترى أن الحل يكمن في الزواج من امرأة ذات بشرة فاتحة…وللأسف هي فكرة خاطئة لكنها ناتجة عن الألم الذي بقي بداخلك كما ذكرنا سابقا، وحسب تفكيرك تحاول أن لا يعيشه أطفالك مستقبلا.. في الحقيقة أنت من تستطيع مساعدة نفسك بالتخلص من هذه الفكرة السلبية عن لون البشرة ومصير أصحابها، حيث يمكنك الحوار مع نفسك والتركيز على كيفية تربية أطفالك وتعليمهم وبناء الثقة بأنفسهم وتشجيعهم على كسب موقعهم في المجتمع من خلال تربيتهم الصالحة وأعمالهم ومواهبهم وليس جمالياتهم، فالمظهر الخارجي غير دائم، بل وحده ما يملكونه من مميزات فكرية وعطاء وتربية تضمن محبة الناس لهم، كما يجب عليك تحليل الأمر فحتى الزواج من فتاة ذات بشرة فاتحة ليس ضمان لك فقد يكتب الله أن يشبهوك أنت؟ إذا المشكلة ليس في لون البشرة بل في فكرتك الخاطئة عن موقعهم وتصنيفهم حسب تفكيرك.. الزواج يا أخي أحمد محبة وإحسان وتوافق عقل وقلب قبل أن يكون مجرد مظهر وحسب، مادام الله وضع في طريقك هذه الفتاة التي ارتحت لها واحترمت عقلها وتربيتها فعليك أن تكون أمينا أمام الله عليها وتتخذ قراراك وتظهر هذه العلاقة للنور حتى يبارك الله لكما، كم من رجل تزوج فتاة ذات مظهر جذاب وجمال عالي تفتقد للجوهر وأصبح نادما على وضعه فالجمال ليس المعيار الوحيد للتوافق وصلاح الأمر بين الطرفين.. أنصحك بأن تبدأ بنفسك أنت تحتاج للثقة بنفسك وحسب بعيدا عن لون بشرتك بل من خلال بصمتك، فكر كيف ستكون ثمرتك وتأثيرها في المجتمع أي أبناءك بعدك، لن يتحدث الناس أن فلان ترك أبناء ذي بشرة سمراء أو بيضاء بل ترك أبناء طيبين صالحين، خذ قراراك وحاول التخلص من هذه العقدة داخلك، أو استشر مختصا نفسيا حتى يساعدك في التخلص من ألمك المكبوت داخلك بخصوص هذه الفكرة السلبية عن لون بشرتك، حتى تحس بالسلام الداخلي مع نفسك ولا تكون عائقا لك في مختلف مجالات حياتك. في الأخير أخي أحمد أنت شخص مميز، لا يميزك لون بشرتك بل أثرك في الحياة، أمنياتي لك بالصلاح والتوفيق.