تقدم البنتاغون الأمريكي بطلب إلى الكونغرس لاعتماد ميزانية إضافية قدرها 500 مليون دولار سيتم صرفها في برنامج أطلق عليه تسمية " التكوين والتسليح الشامل" الذي يهدف إلى تطوير قدرات الدول الحليفة لواشنطن في ميدان محاربة الإرهاب، منها الجزائر وقد ضمن البنتاغون الذي يسعى إلى دعم الجزائر في مجال التسلح ومكافحة الإرهاب حاليا. وقد ضمن البنتاغون الذي يسعى إلى دعم الجزائر في مجال التسلح ومكافحة الإرهاب حاليا موافقة اللجنة الشؤون العسكرية بالكونغرس على مبلغ 300 مليون دولار من أصل 500 مليون كميزانية إضافية لعام 2008، ولابد من الانتظار إلى غاية شهر سبتمبر القادم حيث ستبدأ مناقشات الكونغرس حتى يتم الفصل في الحصة المتبقية من طلب البنتاغون والمقدرة ب200 مليون دولار. وفيما يرتبط بالتعاون الجزائري الأمريكي في ميدان محاربة الإرهاب الذي بدأ عقب تفجيرات 11 سبتمبر 2001 وتطور ليصبح "شراكة استراتيجية"، فقد باعت واشنطن للجزائر في غضون العامين الماضيين عتادا عسكريا بقيمة مالية تفوق 600 مليون دولار، وهذا العتاد يضم أسلحة خاصة بالرؤية الليلية والاتصالات، وفضلا عن ذلك فقد قامت وحدات عسكرية من الجيشين بتدريبات مشتركة في جنوب الصحراء الجزائرية في إطار مكافحة الإرهاب وتحديدا ملاحقة العناصر المنتمية لتنظيم القاعدة، خصوصا في الفترة التي أعقبت اختطاف السياح الأوروبيين ال32 في صيف 2003، وسببت "صداعا" للسلطات الرسمية في الجزائر. وفيما يخص القارة الإفريقية، فتوجد الجزائر على رأس قائمة الدول الخمسة المنخرطة في مبادرة "الساحل الأفريقي لمكافحة الإرهاب"، وهي المغرب وتشاد والسنيغال ونيجيريا، التي ستستفيد من برنامج "التكوين والتسليح الشامل"، وهو ما سيسمح بتكوين إطارات في الجيش الجزائري إلى جانب الحصول على أسلحة في مجال مكافحة الإرهاب، وقد بلغت مساعدة البنتاغون في العام الجاري في إطار نفس البرنامج سقف 600 مليون دولار، وتواصل الإدارة الأمريكية دعمها لهذه الدول في مال مكافحة الإرهاب من منطلق خوفها المعلن من تحول القارة السمراء إلى معقل للإرهاب. وتأتي هذه المستجدات في وقت أعلن في واشنطن عن قرار الرئيس الأمريكي جورج بوش تعيين الجنرال ويليام وارد على رأس قيادة الجيش الأمريكي في القارة الإفريقية، الكائن مقرها حاليا بشتوتغارت الألمانية حيث توجد قيادة "الأوروكورب" في انتظار اختيار بلد إفريقي لاحتضان قيادة "الأفريكوم"، ويأتي تحرك البنتاغون الأمريكي في سياق السعي لتعزيز تواجد القوات الأمريكية في القارة الإفريقية لمحاربة خطر القاعدة، ومعروف عن الجنرال ويليام وارد أنه هو من أشرف على تطبيق مبادرة الساحل الإفريقي لمكافحة الإرهاب، ويوصف المسؤول الجديد المعين حديثا على رأس "الأفريكوم" بأنه "خبير بتحركات عناصر تنظيم القاعدة في الصحراء الإفريقية". ولئن كانت مبادرة " الساحل الإفريقي" لمكافحة الإرهاب قد حظيت بقبول إفريقي لملاحقة تنظيم القاعدة، إلا أن إنشاء قيادة للجيش الأمريكي في القارة السمراء لم تلق كل التجاوب، فرغم ظهور فكرة إنشاء "الآفريكوم" منذ شهر فيفري الماضي إلا أنه لحد الآن لم يتم تحديد مكان إنشائها في بلد إفريقي معين، خصوصا وأن قيادة "الأفريكوم" تعتزم الشروع في عملياتها الأولى بداية شهر أكتوبر القادم، على أن يكون القوة العسكرية جاهزة عمليا وبشكل نهائي في أكتوبر من عام 2008. رمضان بلعمري:[email protected]