سادت حالة من القلق والذعر في إسرائيل، بعد سقوط أول قاعدة لصواريخ سكود في أيدي عناصر من تنظيم جبهة النصرة المؤيدة لتنظيم القاعدة، ونقلت التقارير الصحفية الإسرائيلية الصادرة أمس قلق الكثير من كبار الساسة والمسؤولين العسكريين في تل أبيب من سقوط هذه الصواريخ بأيدي الثوار. وأشارت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في تقرير لها نشرته في صدر صفحتها الأولى أمس، إلى أن إسرائيل تتعرض لتهديد خطير للغاية، خاصة وأن من يسيطر على قاعدة الصواريخ الآن هم من أنصار منظمة القاعدة المنتشرين في سوريا الآن - بحسب قول الصحيفة- والذين يكنّون عداء بالغا لإسرائيل، ويطالبون بتحرير القدس بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأضافت الصحيفة أن قاعدة الصواريخ التي سقطت بحوزة جبهة النصرة- صنفتها مقربة من تنظيم القاعدة- من الممكن ضرب إسرائيل بها بسهولة، خاصة وأن بها صواريخ سكود المتطورة بعيدة المدى. وأوضحت الصحيفة أن قاعدة الصواريخ الأخيرة التي سقطت بها عدد من الصواريخ التي تستطيع الوصول إلى تل أبيب أو القدسالمحتلة، الأمر الذي دفع بالصحيفة إلى الزعم بأن إسرائيل هي المتضرر الرئيس من وراء سقوط قاعدة صواريخ سكود في أيدي الثوار . وأشارت الصحيفة إلى أن الخطورة الحقيقية تتجلى في جماعة "جبهة النصرة"، وهي الناشطة في سوريا والتي كانت من أبرز الجماعات المسيطرة على قاعدة الصواريخ السورية التي سقطت أخيرا، بحسب قول الصحيفة. وذكر الدكتور عبد الحسين شعبان، الخبير في العلاقات العربية الإسرائيلية، أن كل الخيارات متوقعة بعد استحواذ جبهة النصرة على تلك الكميات من صورايخ سكود، ويشرح ل"الشروق" قائلا: "كل الاحتمالات واردة فيمكن جبهة النصرة أن تقوم بعمليات تهديد لإسرائيل أو أن تستعرض قوتها فقط لا غير". وحذر صاحب كتاب "الصهيونية المعاصرة والقانون الدولي"، من خطورة استحواذ جبهة النصرة عل ذلك العتاد العسكري، سواء على الجبهة الداخلية أم الخارجية: "الجماعات الإرهابية أو العنفية يمكن أن تتخذ خطوات دون الآخذ في الحسبان العلاقات الدولية... فكل الاحتمالات تبقى مفتوحة". ومعلوم، أن تل أبيب قد بقيت بعيدة عن نيران الدول العربية باستثناء قصف صدام حسين في حرب الخليج تل أبيب بعدد من الصواريخ، لكن نيران المقاومة الفلسطينية في المواجهة الأخيرة قد وصلت إلى قلب عاصمة الكيان الصهيوني، الأمر الذي أدخل الرعب إلى إسرائيل، وفر أكثر من مليون إسرائيلي إالى المخابئ الأرضية كحل اضطراري لمواجهة صواريخ تقليدية الصنع.