بالرغم من أن أنصار المنتخب الجزائري وخاصة محبي طريقة لعب النجمين سعيد بن رحمة ورياض محرز وهما الممثلين الوحيدين للجزائر في أقوى دوري في العالم، لم يقتنعا بشكل كلي بما قدمه اللاعبان في سهرة الثلاثاء عندما لعبا كأساسيين طوال أطوار المباراة وساهما في انتصارين كبيرين لفريقيهما وارتقيا إلى القمة الإنجليزية، إلا أن مجرد صنع الحدث وأيضا حمل مزيد من الدقائق في أقوى منافسة هو مكسب للاعبين وخاصة للمنتخب الجزائري. وإلى غاية سهرة الثلاثاء، كان رياض محرز مع ناديه في المرتبة الأولى، بينما قفز ويست هام لأول مرة منذ عقدين إلى مركز رابع مؤهل لرابطة أبطال أوربا، بصفة مؤقتة طبعا، إذ شارك بن رحمة مرة أخرى في منصبه الجديد كمهاجم حر يتحرك في الخط الأمامي كما يشاء ولمدة 87 دقيقة كاملة، وشابهه في المنصب رياض محرز الذي بدا كأنه مظلوم، بعد أن أبانت التجربة بأن من مشاكل رياض محرز أنه لا يمكنه اللعب سوى في منصب واحد وهو جناح أيمن، وحاولا سويا تقديم الإضافة، فكان بن رحمة شبيها لنفسه كلاعب نشيط قدّم الإضافة لنادي ويست هام، وذاب محرز في منظومة مانشستر سيتي التي استرجعت إيقاع السيطرة الشاملة والتي وصلت أمام ويست برومويتش إلى نسبة استحواذ بلغت 85 بالمئة. وصل بن رحمة إلى حدود 611 دقيقة لعب مع ويست هام وهو رقم يساوي مسيرة بأكملها، وبمجرد علم بأن مرتبة فريق بن رحمة أحسن بكثير من مرتبة أرسنال وتشيلسي، وبأن فريقه ينافس ليفربول على المركز الرابع المؤهل لرابطة أبطال أوربا، بعد مرور 20 جولة، ندرك بأن بن رحمة لن يخرج من هذه التجربة خاسرا مها كانت الظروف، ففي مباراة الثلاثاء خارج ملعبهم أمام كريستال بالاس، بدا في الشوط الثاني متحررا فقدم لمحات فردية وحاول أن يكون جماعيا ولكن كراته السانحة لم تستغل، وأبقى على رصيده من التمريرات الحاسمة في تمريرتين، وبقي دون تسجيل أهداف في فريق سجل لحد الآن 30 هدفا، وأحسن هداف للنادي هو التشيكي سوساك الذي سجل سبعة أهداف. ينتظر ويست هام مباراة ملتهبة مساء الأحد أمام فريق ليفربول على أرضه في العاصمة الإنجليزية، وسيعني الفوز بها التواجد الفعلي مع كبار إنجلترا، وستكون الامتحان الجدّي الكبير لسعيد بن رحمة، وبالتأكيد أنه سيكون معنيا بها كأساسي، بعد أن نجح فريقه في تسيير مباراة كريستال بالاس بطريقة رائعة ولعب أحسن مباراة منذ بداية الدوري حقق فيها الفوز الرابع على التوالي، ولا يريد المدرب الاسكتلندي لويست هام تغيير تشكيلة أقنعته أمام كريستال بالاس وجانبت الفوز بنتيجة ثقيلة جدا، لو سجل المهاجم أنطونيو الفرص السانحة أمامه، وأيضا لو غامر سعيد بن رحمة كثيرا في الهجوم واقتحام دفاعات المنافس، وفي كل الأحوال إذا نجا بن رحمة من الإصابات فإنه سيأتي لتربص الخضر في شهر مارس جاهزا بدنيا ومن حيث المنافسة، وقد يشركه جمال بلماضي في منصبه الجديد أو في مكان سفيان فيغولي لأن طريقة لعبه تحرج اللاعبين الأفارقة وتحرر المهاجمين بلايلي وبونجاح ومحرز. وفي المقابل، أعاد غواديولا النجم الجزائري رياض محرز إلى التشكيلة الأساسية في مواجهة فريق ضعيف، فسجل رياض هدفه الخامس هذا الموسم وارتقى إلى المركز 22 ضمن الهدافين في الوقت الذي صعد اللاعب الألماني غوندوغان غلته إلى سبعة أهداف وارتقى ستيرلينغ إلى الوصافة بالنسبة للسيتي بستة أهداف. انتهت مواجهة مانشستر سيتي أمام ويست برومويتش بخماسية كان لرياض مساهمة في هدفين أحدهما بطريق مباشرة رائعة والثاني عن طريق التمرير لستيرلينغ، ولكن اللاعب كان مسجونا في منصبه فكان الأكثر حركة طوال التسعين دقيقة ولكنها حركة في سبيل البحث عن نفسه حرا بعيدا عن المراقبة، ويتمنى رياض محرز فرصة أخرى عصر السبت عندما يواجه فريقه على أرضه الفريق الأخير في الترتيب شفيلد الذي لم يحصل سوى على خمس نقاط من أجل رفع غلته من الأهداف وأيضا من التمريرات الحاسمة بعد أن لعب لحد الآن 947 دقيقة، وحسنة فريقه أنه يلعب على أربع جبهات مما يمنح رياض محرز دقائق كثيرة مهما كان التهميش الذي سيتعرض له في باقي المقابلات. ب. ع