ارتفع عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم لأجهزة الأمن في الأسابيع الأخيرة بشكل لافت مقارنة مع فترات سابقة حسب المعلومات المتوفرة لدى " الشروق" استنادا إلى مصادر إعلامية تقدر عدد التائبين بأكثر من خمسة منذ جويلية الماضي. ويربط مراقبون هذه الموجة بالتفجيرات الانتحارية حيث سلم ثلاثة قياديين بارزين أنفسهم لأجهزة الأمن مباشرة بعد تفجيرات 11أفريل بالعاصمة و لحق بهم آخرون بعد 11جويلية بعد عملية الأخضرية بالمنطقة الثانية ليقرر هؤلاء الخروج عن التنظيم الذي يتزعمه درودكال و تسليم أنفسهم بعد فشلهم في إقناع درودكال و أتباعه بالالتزام بميثاق الجماعة السلفية للدعوة و القتال رغم أن "الطلاق" بين قيادة الأمير الوطني "أبو مصعب عبد الودود " و أمراء جهويين كان تم منذ أشهر حسب شهادات أمراء تائبين سننشرها لاحقا بعد إعلانه الانضمام لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " دون استشارتهم. وكان قياديون أساسيون في هيكل الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا قد سلموا أنفسهم خلال هذه الأسابيع آخرهم أمير سرية بالمنطقة الثانية كان ينشط بولاية بومرداس، و له سنوات في النشاط المسلح، و تدرج في عدة مناصب وقبله مصعب عبد الودود أمير المنطقة التاسعة سابقا ويعد التائبون الجدد من قدماء النشاط المسلح كانت بداياتهم في تنظيم " الجيا" قبل إلتحاقهم بالجماعة السلفية تحت إمارة حسان حطاب، وتمسكوا بالنشاط المسلح و رفضوا في وقت سابق الإستفادة من قانون الوئام المدني، وقبل أشهر من ميثاق السلم و المصالحة الوطنية، وكانت بعض عائلات هؤلاء التائبين قد باشرت اتصالات خلال حملة ميثاق السلم لإقناعهم بتسليم أنفسهم لكن محاولاتهم باءت بالفشل ما يطرح اليوم تساؤلات حول خلفية تراجعهم عن مواقفهم في وقت يمكن وصفه ب"القياسي". و تفيد شهادات بعض التائبين الجدد أن التفجيرات الانتحارية أفاضت الكأس و تكرارها و إعلان قيادة درودكال التمسك بها عجلت بخروجهم عن التنظيم و لا يستبعد هؤلاء استنادا إلى الوضع الداخلي فيما بات يسمى ب" القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " بتكرار سيناريو "الجيا" تحت إمارة زوابري لينزح العديد من معرضيه نحو تنظيم حطاب بعد تأسيسه و في غياب بديل و انعدام سند شرعي للعمليات الإرهابية يقرر أمراء و قياديون تسليم أنفسهم للسلطات الأمنية " عن طواعية و قناعة " كما تحدث أحدهم ل" الشروق اليومي " . وتشير شهادات هؤلاء إلى رغبة العديد من الأفراد في رمي السلاح لكنهم طرحوا صعوبات يواجهها خاصة المجندون الجدد الذين اصطدموا بواقع الجبل والنشاط المسلح ومحاولات تجنيدهم في عمليات انتحارية ولإحباط أية محاولة فرارهم تتم محاصرتهم من طرف أفراد متشددين ويجهل المجندون الجدد مسالك المعاقل عكس القدماء الذين يمكنهم الإفلات كما تبقى الرقابة عليهم أقل مقارنة بالأفراد الذين التحقوا حديثا بالتنظيم و يراهن عليهم درودكال لتنفيذ اعتداءات مستغلا محدودية تكوينهم و مستواهم و سهولة إقناعهم و لا يستبعد أن يلجأ إلى تشديد الحراسة بعد أن نجح اثنان من الشباب الذين انضموا إليه قبل أشهر في الفرار و تسليم نفسيهما لأجهزة الأمن و نقل صدمتهما مما يقع هناك في معاقل درودكال بعيدا عما تروجه أشرطة الفيديو و بيانات "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " وهو ما سنعود إليه بالتفصيل لاحقا. نايلة.ب:[email protected]