صورة من الارشيف كثف التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية" اعتداءاته الإرهابية في الأسابيع الأخيرة بشكل لافت باعتماد التفجيرات خاصة بمنطقة القبائل التي تعد أحد معاقله الرئيسية، وعرفت ولاية تبسة شرق البلاد تصعيدا إرهابيا بعد استقرار سنوات مما يؤكد تفعيل النشاط الإرهابي بالمنطقة بعد زحف عديد الإرهابيين الى المعاقل السابقة لتنفيذ اعتداءات إرهابية كان أغلب ضحاياها من المدنيين. * وتأتي هذه العمليات الإرهابية في محاولة من قيادة التنظيم الإرهابي التأكيد على استمرار نشاطه وخرق الطوق الأمني وهو ما يفسر خريطة الاعتداءات الإرهابية التي ترتكز على منطقة تادمايت وضواحيها لقربها من المعقل الرئيسي لتنظيم "درودكال" بسيد علي بوناب حيث تتواجد ورشة صناعة المتفجرات حسب معطيات متوفرة لدى أجهزة الأمن. * ويرى متتبعون للشأن الأمني، أن قيادة التنظيم الإرهابي تسعى لتشتيت قوات الجيش الموزعة على عدة مواقع في المنطقة بهدف فك العزلة والحصار، وأيضا رفع معنويات أتباعه الذين يعانون من إحباط نفسي حاد حسب تصريحات الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم مؤخرا لأجهزة الأمن بولاية بومرداس. * ويعتقد المتتبعون لمسار الجماعات الإرهابية، أن التصعيد الإرهابي مرتبط بالمواعيد الانتخابية لتحقيق صدى إعلامي تحول اليوم الى أهم أهداف تنفيذ عمليات إرهابية للتغطية عن العجز والفشل وتراجع التجنيد والتمويل، لكنه في نظر مراقبين "ردود أفعال واعتداءات انتقامية" لمقتل عديد أتباع درودكال قد يكون أبرزهم أمير كتيبة "الأنصار" الذي خلف علي بن تواتي (أمين أبو تميم) الذي سلم نفسه لأجهزة الأمن قبل شهر. * وتعكس العمليات الأخيرة من جهة أخرى الوضع الذي آل إليه التنظيم الإرهابي الذي أصبح يجند إرهابيين نشطاء للقيام بمهام شبكات عناصر الدعم والإسناد التي تم تفكيكها بعد أن تم في وقت سابق إقحام عناصر الدعم في العمل المسلح المباشر، وهو ما تكشف عنه عملية سوق الاثنين بتيزي وزو حيث تم القضاء على إرهابيين مسلحين تنقلا الى السوق للحصول على المؤونة إضافة الى "الخبرة" المحدودة لأمراء الكتائب الجدد الذين تم تعيينهم خلفا لأمراء قدماء تم القضاء عليهم، وكان آخر هؤلاء خليفة بن تواتي مما يكشف تراجع عدد "قيادات" التنظيم الإرهابي ليتم تعيين أمراء على رأس أهم الكتائب حديثي المسؤولية ولم يكن أغلبهم قادة ميدانيين. * * نداء حطاب يزلزل معاقل الإرهابيين بجيجل * أفادت معلومات مؤكدة تحصلت عليها »الشروق« مصادر مطلعة بأن النداء الذي وجهه حسان حطاب مؤسس »الجماعة السلفية« إلى الجماعات الإرهابية المسلحة، ورفاقه داخل التنظيم الإرهابي الذي دعاهم فيه إلى التخلي عن النشاط المسلح، تم تعليقه بداية من مساء أول أمس وتوزيعه على نطاق واسع بولاية جيجل. * ذات المصادر أكدت بأن النداء الذي سبق إطلاق حسان حطاب لموقعه الإلكتروني على شبكة الأنترنت، ورسالته الصوتية التي بثت على قناة الجزيرة الفطرية، وكذا خرجاته الإعلامية الأخيرة في إطار سعيه للمساهمة في إنجاز المصالحة الوطنية. لقي (النداء) تجاوبا من طرف الأجهزة والسلطات المهتمة بمحتواه الرامي إلى دفع العناصر المسلحة المنضوية تحت لواء التنظيم الإرهابي إلى وضع السلاح والإستفادة من الإجراءات المنصوص عليها في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. النداء وبحسب ذات المصادر دائما يكون قد وصل إلى عناصر الجماعات الإرهابية المتواجدة بجبال الولاية عن طريق عائلات الإرهابيين وبعض التائبين، رغم التضييق الشديد الذي لجأ إليه الأمير الوطني »للجماعة السلفية« عبد المالك درودكال لمنع وصول النداء أو تسريبه إلى معاقل الإرهابيين بعد أن شهد التنظيم الإرهابي منذ توقيع (أبو حمزة حسان حطاب) على النداء في الثالث عشر فيفري الماضي، نزيفا حقيقيا داخل صفوفه وقياداته. *