كشفت مصادر على صلة بالملف الأمني ل "الشروق اليومي"، أن حوالي 6 إرهابيين من نشطاء التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحت إمرة "عبد المالك درودكال" سلموا أنفسهم لأجهزة الأمن خلال شهر مارس على مستوى ولاية بومرداس التي تعد المعقل الرئيسي للتنظيم الإرهابي. * وقالت ذات المصادر إن أغلب هؤلاء كانوا ينشطون تحت لواء "كتيبة الأنصار" التي سبق أن سلم أميرها المدعو "علي بن تواتي" (أمين أبو تميم) نفسه إضافة الى إرهابيين ينتمون ل "كتيبة الأرقم" والسرايا الأخرى التابعة لها. * وأشارت مصادر قريبة من محيط هؤلاء التائبين حديثا، إلى أن أعمارهم تتراوح بين 22 و35 عاما، وينحدرون من مناطق بني عمران، برج منايل، خميس الخشنة ومدينة بغلية التي تحصي أكبر عدد من التائبين ب 3 حالات في شهر مارس وحده، وهو برأي متتبعين للشأن الأمني "رقم قياسي" مقارنة بسنوات سابقة، خاصة في ظل الحصار الداخلي الذي تفرضه قيادة "درودكال" على أتباعها وتحديد تحركاتهم ومنعهم من التنقل إلا بمرافقة إرهابي من قدماء التنظيم الذي يكون محل ثقة. * ونجح هؤلاء الإرهابيون في خرق الحصار الداخلي والفرار من قبضة "درودكال" وتسليم أنفسهم لأجهزة الأمن تحت حجج مختلفة منها زيارة عائلاتهم لجلب المؤونة والألبسة والأدوية وجمع معلومات عن الوضع الخارجي، وقال مصدر من محيط أحد التائبين إنه قام بزيارة عائلته لثلاث مرات متتالية، مما أثار طمأنة محيطه، خاصة وأن الشكوك تذهب في اتجاه الغرباء عن المنطقة من العاصميين خاصة المجندين حديثا وبالأخص عناصر شبكات دعم وإسناد الاعتداءات الانتحارية الذين تشتبه قيادة "درودكال" في تجنيدهم من طرف مصالح الأمن لاختراق التنظيم، ويواجهون عكس غيرهم حصارا كبيرا، وكان هذا الإرهابي قد اتفق مع شقيقه في وقت سابق بشأن تسليم نفسه، وتم تأمين نزوله من طرف أفراد الجيش. * ويفسر متتبعون للوضع الأمني ارتفاع عدد التائبين في هذه الفترة مقارنة بأوقات سابقة، بالقناعة التي ترسخت داخل التنظيم بإيفاء السلطات بوعودها اتجاه الإرهابيين الذين يسلمون أنفسهم بعد وقوفهم على وضعية حالات سابقة، وسبق ل "الشروق اليومي" أن أشارت الى إصدار تعليمات لمختلف أجهزة الأمن للتعامل بليونة مع هؤلاء، إضافة الى الحملة التحسيسية المتواصلة مع عائلاتهم، إضافة الى الوضع الداخلي في ظل الحصار وانتشار الأمراض والجوع، لكن التائبين حديثا نقلوا مخاوفهم من توريطهم من طرف قيادة "درودكال" في تفجيرات واعتداءات انتحارية لقطع الطريق أمام استفادتهم من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. * وأجمع الإرهابيون الذين سلموا أنفسهم فرادى لمصالح الأمن، إنهم خططوا لتسليم أنفسهم منذ عدة أشهر واستغلوا أول فرصة لتجسيد ذلك، ونقل عن أحد التائبين قوله "إن هناك حالة لا ثقة، ولا يتم الكشف عن نوايانا حتى بين أنفسنا خوفا من الوشاية"، وأضاف آخر "لقد زرعوا بيننا أشخاصا يراقبوننا" لكنهم أكدوا على رغبة العديد في تسليم أنفسهم ومعارضتهم للنشاطات الإجرامية. * وكان وزير الدولة وزير الداخلية، نور الدين يزيد زرهوني، قد أعلن في وقت سابق عن تسليم 22 إرهابيا أنفسهم خلال الفترة الممتدة من سبتمبر 2008 الى فيفري 2009؛ أي في أقل من 6 أشهر بينما تشير الأرقام المتوفرة لدى "الشروق اليومي" الى تسليم 13 إرهابيا أنفسهم منذ جانفي على مستوى ولاية بومرداس فقط، وهي أكبر منطقة نشاط جماعة "درودكال". * ويتوقع مراقبون ارتفاع عدد الإرهابيين الذين يسلمون أنفسهم بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية في ظل المعالجة الأمنية التي تعهد المترشح الحر عبد العزيز بوتقليقة بتنفيذها.