أفاد مصدر أمني مسؤول، أن المخطط الأمني الذي تبنته مختلف أجهزة الأمن لتأمين العملية الانتخابية وسبق أن تطرقت إليه "الشروق اليومي" في عدد سابق سيكون مزدوجا. * * * عمليات التمشيط المكثفة وراء ارتفاع عدد التائبين في المعاقل الرئيسية للإرهاب * وسيمتد الى ما بعد الاقتراع على خلفية أن الانتخابات الرئاسية تتزامن مع الذكرى الثانية لتنفيذ أولى اعتداءات انتحارية هزت العاصمة في 11 أفريل استهدفت قصر الحكومة ومقر الأمن الحضري بباب الزوار، وقال ذات المصدر ل"الشروق" في هذا الموضوع "التنظيم الإرهابي فقد كثيرا من قدراته، لكنه قادر على إلحاق الضرر ونحن بصدد اتخاذ إجراءات وقائية". * وعلم في هذا الإطار، أن مصالح الأمن تلقت قائمة بأسماء انتحاريين جدد يحتمل تجنيدهم لتنفيذ اعتداءات انتحارية في هذه الفترة في مناطق مختلفة ومحاولة استغلال انشغال مصالح الأمن بتأمين الانتخابات الرئاسية ولا يستبعد أن يكون الإرهابيون الذين سلموا أنفسهم في الأسابيع الأخيرة بشكل لافت بولاية بومرداس -التي تعد المعقل الرئيسي للتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال- وفروا معلومات لأجهزة الأمن حول وجود مخططات إرهابية في هذه الفترة بحثا عن الصدى الإعلامي، خاصة في ظل تراجع النشاط الإرهابي بشكل لافت مؤخرا مقابل الضغط الذي تفرضه قوات الجيش على معاقل وتحركات الإرهابيين، كما أنه تم مؤخرا تجنيد انتحاريين غير مدونين في قائمة المرشحين لتنفيذ اعتداءات انتحارية المتوفرة لدى أجهزة الأمن، والتنظيم الإرهابي بصدد التكيف مع الإجراءات الأمنية المشددة. * وكان التنظيم الإرهابي قد عجز عن "إحياء" الذكرى الأولى العام الماضي كما يجري في تقليد الجماعات الإرهابية، كما كانت الاعتداءات الانتحارية التي تم تنفيذها لاحقا فاشلة، خاصة بعد اعتماد الأحزمة الناسفة في ظل العجز عن خرق الإجراءات الأمنية وضبط السيارات المفخخة. * وعكس البيان الأخير -الذي جددت فيه قيادة "درودكال" دعوتها للمواطنين ل"دعمها ماديا ومعنويا"- الوضع الصعب، وتعد هذه المرة الثانية التي يطلب فيها التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية" مساعدة المواطنين في أقل من شهر بعد صدور البيان الذي قام فيه بتبني سلسلة من الاعتداءات الإرهابية وهو ما يعكس الحاجة الملحة للتنظيم الإرهابي للسيولة المالية والمؤونة والأدوية، وفي ذلك بحسب متتبعين للشأن الأمني، اعتراف ضمني بالحصار والعجز وقلة التجنيد والنفور عندما يتحدث عن "الدعم المعنوي". * واختار "درودكال" توجيه رسالة صوتية للدعوة الى مقاطعة الانتخابات، لكن ذلك لم يكن برأي المراقبين إلا محاولة لتأكيد وجوده وتوجيه "نداء الاستغاثة". * وكان أكثر من 7 ارهابيين قد سلموا أنفسهم في شهر مارس فقط لأجهزة الأمن بولاية بومرداس في حصيلة قياسية (سبق عرضها)، وأشار جميعهم الى أنهم سارعوا لتسليم أنفسهم بعد "استحالة الاستمرار" ونقلوا الوضع الصعب وشددوا على أنهم سلموا أنفسهم في أول فرصة أتيحت لهم هروبا من العمليات العسكرية المكثفة على المعاقل الرئيسية للإرهاب، وهو ما يفسر ارتفاع عدد التائبين ببومرداس، مقارنة بجهات أخرى، ويكون "درودكال" قد اتجه الى الخوض في أمر الانتخابات لتحويل النظر عن هذه الصعوبات التي يواجهها داخليا وخارجيا والتأكيد على أنه لايزال يحظى ب"التأثير" على المواطنين، لكن إصداره لبيانين متتاليين حول الرئاسيات تضمنا طلب الدعم من جهة أخرى، يؤكد حقيقة الوضع الداخلي للتنظيم الإرهابي.