حذر وزير الشؤون الدينية أبو عبد الله غلام الله الجزائريين الذين يؤدون مناسك العمرة، من عواقب البقاء داخل المملكة إلى غاية موسم الحج دون رخصة الإقامة أو تأشيرة، دون العودة إلى أرض الوطن، وقال الوزير إن السلطات السعودية لها قوانينها، وكلّ من يخالفها يُعتبر خارجا عن القانون، "وبالتالي لها الحق في معاقبته"، مشددا على حرص الجزائر على عدم إضرارها بعلاقاتها بالدول، مضيفا : " وكما تعلمون سجون السعودية غير سجون الجزائر". وكشف أبو عبد الله غلام الله خلال اجتماع تنسيقي خاص، انعقد في مقر الوزارة يوم أمس، عن اعتزام الوزارة إرسال بعثتين من المؤطرين للبقاع المقدسة، من أجل تأطير المعتمرين خلال شهري شعبان ورمضان، وهو إجراء تتخذه مصالح الوزارة الوصية لأول مرة في تاريخ الجزائر، تجسيدا لقرارات المجلس الوزاري المشترك المنعقد في منتصف أفريل الماضي، حيث كانت وكالات السياحة في الأعوام الماضية هي التي تتعامل مع عملائها في المملكة السعودية مباشرة و دون تدخل الدولة. وأكد الوزير، أن مهام المؤطرين تنحصر في تقديم المعلومات والخدمات للمعتمرين وتوجيههم، وإرشادهم، وشدّد على أن هذه الخطوة تأتي من أجل التنسيق مع وكالات السفر، في ضبط قائمة المعتمرين من حيث ذهابهم ورجوعهم، و " لقطع الطريق على من يريد أن يتخلف عن موعد العودة إلى موسم الحج". ونفى الوزير أن تكون هذه الإجراءات قد جاءت بناء على طلب من السلطات السعودية لمراقبة تحركات الأشخاص، أو له علاقة بمحاربة الإرهاب، بقدر ما هو "وجود دولة لها قوانين، وتحرص على مراقبة تطبيق هذه القوانين" ، مُبيّنا أن من أفراد هذه البعثات إطارات من وزارات الداخلية والخارجية والسياحة، مضيفا :" هي تجربة أولى سننظر ماذا تعطينا من نتائج". من جانب آخر، قال غلام الله في رده على سؤال الشروق، حول ما إذا كان يؤيد إنشاء نقابة خاصة بالأئمة، إنه "لا يؤيد الفكرة لكنه لا يرفضها"، معتبرا الأئمة أحرارا في نشاطاتهم، شرط أن يكون في إطار القانون. وفي سؤال عن ماهية الأخطار التي تشكّلها ما صار يعرف ب"السلفية العلمية" في نظر الوزارة، وسرّ الحملة التي تشنّها عليها، قال غلام الله أن "هؤلاء لا علم لهم" وبالتالي " هذه التسمية لا تليق بهم أصلا"، ونفى في تصريحات خاصة للشروق أن يهدد هذا الفكر تركيبة المجتمع الجزائري، وأضاف:" إذا كان الأتراك والفرنسيون لم يستطيعوا تحويل المجتمع الجزائري، فكيف ل 15 فردا يرفعون قمصانهم لرُكبهم أن يحوّلوه". وفي سياق قريب، رفض وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام الله التعليق على الصراع الدائر في "الجمعية الوطنية للزوايا الجزائرية"، واكتفى بالقول أن القضية في العدالة، و"إن شاء الله تخرج على خير". هشام موفق