أدانت محكمة الجنايات بالدار البيضاء في العاصمة مؤخرا، شابا ثلاثينيا مسبوقا في قضايا إرهابية بفرنسا، بالسجن لمدة 20 سنة نافذة، عن تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار بعد تورطه في قتل زوجته خنقا، حتى يتمكن من الحصول على حق رعايته لطفليه والاستجابة لنداء السلطات الفرنسية من أجل عودته إلى العمل على أراضيها لصالح تنظيمات مشبوهة. تفاصيل الجريمة اهتز لها أحد أحياء منطقة برج الكيفان شهر رمضان الماضي، بعد بلاغ تلقته مصالح الأمن من قبل المتهم، بخصوص تعرض زوجته للاختناق والوفاة، مصرحا بأن الضحية استيقظت كعادتها صباحا، دون أن تظهر عليها أي علامة للمرض، غير أنها أخبرته بشعورها بألم في الرأس، لتلفظ أنفاسها أثناء عودتها إلى النوم. وأضاف المتهم أنه لم يعلم بموتها إلا بعد مرور ساعات من ذلك، في وقت كان يظن أنها فاقدة للوعي فقط، وتحجج القاتل قبل أن يفتضح أمره بتأخر مصالح الحماية المدنية والإسعاف في تلبية نداء الاستغاثة الذي أطلقه. مصالح الأمن باشرت تحقيقا موسعا لمعرفة الظروف الغامضة التي تسببت في وفاة الضحية، وبعد عرض الجثة للمعاينة والتشريح من قبل الطب الشرعي تبين أن سبب الوفاة كان نتيجة تعرض الجسد للعنف والخنق وكتم الأنفاس، كما حدد توقيت الوفاة في حدود الساعة التاسعة صباحا. وانطلاقا من نتائج التقرير الطبي، سارعت عناصر الشرطة لاستجواب المتهم من جديد، قبل أن تحوم حوله الشكوك، وسماع أقوال الشهود في الملف، إذ تبين وجود تناقض في تصريحاته، وما كشفت عنه عائلة الضحية والجيران، حيث صرحت والدتها بأن المتهم اتصل بهم في حدود الساعة الواحدة زوالا ليخبرهم بأن ابنتها مريضة، وعليها زيارتها دون أن يزودها بالتفاصيل التي ذكرها أمام مصالح الشرطة، ونفس الأمر بالنسبة إلى جاره. الأخير، كان قد اتصل به مساء ليعرض عليه نقل زوجته إلى المستشفى، وهو ما لم يطابق ما أدلى به الزوج الذي صرح بأنه استغاث بالجميع منذ الساعة التاسعة صباحا دون جدوى. وعن أسباب ودوافع الجريمة حسب التحقيقات الأمنية، لم يثبت وجود خلاف أو شجار سابق بينهما طيلة فترة زواجهما، غير أنه حاول عديد المرات إقناع زوجته بالعودة إلى فرنسا بطلب من سلطاتها، أين كان يقضي عقوبة السجن بتهمة الإرهاب لمدة أربع سنوات، من أجل التجنيد والعمل لصالحها بالتعاون مع جهات إسرائيلية، وكانت زوجته قد رفضت فكرة السفر وفضلت البقاء للعيش بالجزائر، ليخطط الجاني لقتلها ووضع حد لحياتها، حتى يتمكن من أخذ طفليه والفرار خارج الوطن. وهو ما أجهضته التحقيقات الأمنية، وتم توقيفه مباشرة وإيداعه السجن عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد. المتهم "ب. ح"، راوغ هيئة المحكمة خلال الرد على أسئلتها، وتمسك بإنكاره للوقائع، رغم أن الأدلة كانت تدينه بشدة، والمتهم الأول في قتل زوجته بعد الاعتداء عليها بطريقة عنيفة، وهو ما أظهرته آثار الضرب والازرقاق الموجود على جسدها.