التمست النيابة العامة بمحكمة الجنايات بالدار البيضاء اليوم الثلاثاء، توقيع عقوبة الإعدام،في حق موظّف بالسفارة الإسبانية في الجزائر “محمد،ع”. عن جريمة قتل راحت ضحيتها عشيقته “شهيرة،ب” مطلّقة وأم لأطفال، عُثر عليها جثة هامدة داخل شقتها بحي “ساربان” غاريدي2 “. لتكشف التحريات أن الضحية ماتت خنقا على يد المتهم، بعد إخباره عبر “SMS” أنّها حامل منه. الجريمة الحالية وحسب الملف الذي تحوزه “النهار أونلاين” انكشفت خيوطها، عقب نداء من قاعة العمليات بتاريخ 25 أكتوبر 2015. في حدود الساعة السابعة ونصف مساء تلقته مصالح أمن العاصمة، مفاده اكتشاف جثة بحي ساربان بقاريدي 2. وعليه تنقّل عناصر الشرطة القضائية لأمن حسين داي، مرفوقة بالشرطة العلمية، إلى العمارة رقم 9 بالطابق 4. أين وجد الباب الرئيسي للشقة غير محطّم وعثر على الضحية منبطحة على بطنها على الأرض بغرفة الاستقبال. و كذا حافية القدمين ويديها مرفوعتين نحو الرأس. وهناك تمّ التعرّف على هوية المجنى عليها ويتعلّق الأمر بالمدعوة “ب.شهيرة”، وبعد معاينة مكان الجريمة، اكتشف أن هاتف الضحية استولي عليه. وبعد معاينة الجثة بمستشفى مصطفى باشا، تبيّن أن سبب الوفاة الرئيسي هو تعرض الضحية إلى اختناق باليدين. حسب تقريرين اثنين للطبيبين الشرعيين،بتاريخ 29 و30 أكتوبر2015، الذين وردا فيه وجود أثار ازرقاق على الوجه، واحمرار بالعينين. وكذا دم في طبقةالاذن اليسرى وكدمات داخلية بالرأس نتيجة تعّرضه إلى ضرب على الأرض، وكدمات أخرى على مستوى الرقبة والحلقوم. بالإضافة إلى كسر في العظم بالقفص الصدري والكتف الأيسر، وتحجّر الدّم في الرئيتين،يوضّح أنّ شخصا كان جاثما على الضّحية. بمواصلة التحرياّت وباستغلال سجل الأرقام الواردة والصادرة لهاتف المجني عليها، الذي حدد مكانه بالسوق السوداء ببلفور. أن المعنية كانت على علاقة غرامية مع موظف بالسفارة الإسبانية مزدوج الجنسية يدعى “ع،محمد”. الذي اعترف أنه كان على علاقة غرامية مع الضحية. وبعد إخضاع المعني للخبرة الطبية تبيّن وجود أثار خدوش على ذراعه الأيمن، وأخرى بالظهر، وكدمة في الجهة الأمامية للساقين. وأخرى على راحة يده اليمنى اتّضح أنها تعود لحوالي أسبوع، وهو نفس التقرير الذي توصلت إليه الخبرة الثانية. وتوصّل المحقّقون إلى أدلّة دامغة لم تكن في صالح “محمد” ،منها ما كشفته الخبرة التقنية بشاطوناف. من وجود رسائل نصية محذوفة بهاتفه منها رسالة نصية تلقاها المتهم من الضحية بيوم واحد قبل الجريمة، تخبره فيها بأنها متخوّفة من أنّها حامل. كما تمّ تحديد الموقع الجغرافي للمتهم بتاريخ وتوقيت الجريمة بتواجده بالقرب من مقر الإذاعة الوطنية والتلفزيون. وتمّكن المحققون أيضا من تحديد مكان هاتف الضحية، الذي ضبط عند بائع بالسوق السوداء ببلفور، الذي أكد انه اشتراه. من عند شاب في العشرينات، دون علمه أنه مسروق، وأمام هذه الأدلة ، تمّ توقيف المتّهم وإحالته على التحقيق. أين تمسّك عبر كافة مراحل التحقيق من تهمة القتل المنسوبة إليه، إلا أن التحقيق اثبت أنه لم يقل الحقيقة. مشيرا إلى أنه أزال الرسائل المحذوفة مخافة شك زوجته، وهي نفس التصريحات التي تمسّك بها خلال محاكمته اليوم الثلاثاء . أمام محكمة الجنايات الدار البيضاء، بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار، نافيا وجود علاقة غرامية أو حميمية مع المرحومة. مذكّرا أنه تربطه بها علاقة جوار، كونه كانا يقيما بنفس العمارة سابقا. زوجة المتهم حاولت إقناع المحكمة أن الضحية قد بلغها عنها أنها كانت في خلاف مع إحدى الجارات بسبب خيانة. مع زوجها الدركي غير أن روايتها هذه نفاها الشهود قاطنو العمارة.