أظهرت مؤشرات ورسائل من المغرب عن إمكانية انخراطها عسكرياً في حرب فرنسا في منطقة الساحل غرب إفريقيا، على الرغم من أن المغرب لا علاقة له بالمنطقة أصلاً ولا توجد له حدود مع أي من دولها الخمسة. كما يأتي هذا بعد رفض الجزائر بشكل قاطع المشاركة في هذه الحرب التي بدأت بقرار فرنسي في 2012، ضد الجماعات المتشددة. وشارك المغرب، للمرة الأولى، في قمة مجموعة دول الساحل الخمس وهي تشاد والنيجر وبوركينا فاسو ومالي وموريتانيا، والتي انعقدت في يومي الاثنين والثلاثاء. وحضر القمة رؤساء مجموعة دول الساحل الخمس، بينما شارك الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عبر الفيديو. وقال رئيس الحكومة المغربي سعد الدين العثماني، الاثنين، في خطاب أمام القمة التي انعقدت في عاصمة تشاد أنجامينا، إن "مشاركة المغرب جاءت تلبيةً لدعوة مشتركة من محمد الشيخ ولد الغزواني رئيس موريتانيا، وإدريس ديبي ايتنو رئيس جمهورية تشاد، الرئيس الحالي لمجموعة دول الساحل الخمس". وفي هذا السياق، أكد العثماني انخراط المغرب إلى جانب دول الساحل الخمس وباقي دول المنطقة، في "التصدي للأخطار التي تتهدد مستقبلها"، وأن "الرد الأول والفوري على الإرهاب هو ذو طابع أمني". أتشرف هذا الصباح بالتوجه إلى #نجامينا عاصمة جمهورية #تشاد لتمثيل جلالة الملك حفظه الله في قمة مجموعة دول الساحل الخمس، ولتأكيد أن #المغرب يقف باستمرار إلى جوار إخوانه في المنطقة لمواجهة مختلف التحديات — سعد الدين العثماني EL OTMANI Saad dine (@Elotmanisaad) February 15, 2021 وعن دوافع المغرب في قرار مشاركته في الحرب بمنطقة الساحل، يرى خبراء، أن الرباط تسعى لإثبات وجودها في غرب إفريقيا وكسب مواقف بلدانها، خصوصاً في الصراع بالصحراء الغربية التي يدعي سيادته عليها والتي تحاذي دول منطقة الساحل. مقاربة الجزائر تواجه "عملية برخان" التي تضم 5100 جندي فرنسي، في منطقة الساحل انتكاسات متكررة، ما دفع فرنسا في التفكير بخفض قواتها والانسحاب تدريجياً من هذا المستنقع. وإذا كانت فرنسا لا تخفي رغبتها في خفض تواجدها العسكري في منطقة الساحل، أكد ماكرون، الثلاثاء، أن باريس لا تعتزم خفض عديد عملية "برخان" الفرنسية في منطقة الساحل "بشكل فوري". وعلى الرغم من النجاحات العسكرية المزعومة، لا يزال المسلحون يسيطرون على مساحات شاسعة من الأراضي ويقومون بالهجمات بلا رحمة في منطقة الساحل. ومع الإخفاقات المتتالية لهذه الحملة، تحاول باريس تقليل انخراطها والعودة إلى مقاربة الجزائر لكبح جماح الجماعات المسلحة. وتقوم مقاربة الجزائر على تولي دول الساحل كل على حدى قتال الجماعات الإرهابية داخل أراضيها، مع تنسيق استخباراتي وعسكري بين هذه الدول على الحدود. وترى الجزائر، أن تدخل فرنسا ذات التاريخ الاستعماري في الساحل سيشحن العداء الوطني والديني لدى شعوب المنطقة ضد القوى الأجنبية، ما ستستغله الجماعات الإرهابية في تجنيد مزيد من العناصر. وفي مشاركته باجتماع لرؤساء أركان الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر، في نهاية 10 فيفري الجاري، أكد اللواء محمد قايدي رئيس دائرة الاستعمال والتحضير لأركان الجيش الوطني الشعبي، أن التعاون بين الدول الأعضاء (في لجنة الأركان العملياتية المشتركة) يجب أن يرتكز خاصة على تبادل المعلومات وتنسيق الأعمال على طرفي الحدود، بالاعتماد، أولاً، على الوسائل والقوى الذاتية.