قرّرت القوات المسلحة البريطانية، ترسيم تواجدها العسكري في منطقة الساحل الإفريقي، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، على أن يقتصر هذا الحضور على الدعم التقني واللوجيستي لقوة برخان الفرنسية. أعلنت قيادة أركان الجيوش الفرنسية أن بريطانيا سترسل مروحيات نقل ثقيلة من طراز «شينوك» لدعم قوة «برخان» العسكرية الفرنسية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي. قال المتحدث باسم هيئة أركان الجيش الفرنسي العقيد باتريك ستيجر، في تصريح له، إن ثلاث مروحيات بريطانية من طراز «شينوك» ستتمركز في مدينة «غاو» شمالي مالي، مشيرا إلى وصول جنود بريطانيين الى نيامي (النيجر) بالفعل . أكد المتحدث أن الوحدة العسكرية البريطانية المكونة من مائة رجل ستكون في حالة جاهزية تامة خلال الفترة الممتدة بين جويلية وأوت المقبلين، وستدعم قوة «برخان» في النقل الجوي لا سيما وأن فرنسا لا تمتلك هذا النوع من المروحيات الذي يمكنه نقل 40 جنديا ويتحرك في محيط طوله 2000 كلم. كانت المساعدة البريطانية لقوة «برخان» الفرنسية مقتصرة على توفير طائرة نقل من طراز «c17». يشار إلى أن رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي وعدت بهذا الدعم العسكري، في جانفي الماضي خلال القمة التي جمعتها بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. قالت ماي إن المملكة المتحدة تستعد للانسحاب من الاتحاد الاوروبي، إلا ان ذلك لا يعني انها ستغادر أوروبا، مؤكدة تمسكها بالتعاون الدفاعي بين بلادها وفرنسا. بذلك يزداد حجم التواجد العسكري الأوروبي، في منطقة الساحل الإفريقي، التي تشهد حربا قوية على الإرهاب في السنوات العشر الأخير، فبعد الدعم في ميدان التدريب العسكري الذي تقدمه بعض دول الاتحاد الأوروبي على غرار ألمانيا للقوات المسلحة المالية، أعلنت ايطاليا قبل أسابيع، عزمها على ارسال حوالي 450 جندي إلى النيجر. لعبت فرنسا دورا أساسيا في تعبئة الدول والهيئات لدعم تشكيل قوة الخمسة ساحل، المشكلة من 5 آلاف جندي ينحدرون من مالي، النيجر، بوركينافسو، تشاد وموريتانيا، ومهمتها الأساسية مكافحة الإرهاب. رغم هذه الجهود، لازالت الجماعات الإرهابية، تنفذ اعتداءات دامية، استهدفت بشكل أكبر خلال السنة الجارية قوات البعثة الأممية المدمجة لحفظ السلام والاستقرار في مالي (ميونيسما).