كشف كتاب صدر مؤخرا النقاب عن مجزرة بشعة نفذها جنود الاحتلال الفرنسي إبان الثورة في منطقة بني وعزان الواقعة جنوب ولاية الشلف، ولم يتم التطرق إليها، أو الإشارة إليها في أي عمل تاريخي من قبل، ويتعلق الأمر بمجزرة شهداء السبت، التي أقدم فيها جنود الاحتلال الفرنسي على قتل وحرق مجموعة من المواطنين داخل سوق شعبي كان يعمر بالمنطقة كل سبت، وقد تضاربت الروايات، بينما من يقول أطلق عليهم الرصاص قبل حرقهم، بينما آخرون يقولون إنه تم حرقهم أحياء في يوم مازالت هذه الحادثة الرهيبة غير منسية في أوساط ساكنة هذه المنطقة. هذا الكتاب الذي يصنف ضمن إطار المذكرات التاريخية يحمل عنوان "صفحات ثورية من ربوع جبل سعدية"، ألفه أستاذ جامعي يدعى شيهان رضوان، وفيه سرد فيه مذكرات والده المجاهد شيهان أحمد بن العربي، خلال الثورة، عبر المنطقة الممتدة جنوب عاصمة ولاية الشلف ذات الحدود المشتركة بين ولايات الشلف وتيسمسيلت، إلى جانب غليزان وتيارت، وتم ذكر عدة محطات ووقائع خلال الثورة التحريرية في هذه المنطقة، خاصة في عام 1957، التي كان لافتا فيها المجزرة الرهيبة التي نفذها المحتل الفرنسي في حق مجموعة من المتسوقين. وجاء في هذا الكتاب أن هذه المجزرة تحمل بصمات المعمرين أو ما يعرف بالكولون، وكتب مؤلف هذه الكتاب أنه في ليلة 16 نوفمبر من سنة 1957 كلف المجاهدون مجموعة من المواطنين بتخريب طريق كان يستعمله عساكر الاحتلال الفرنسي في المنطقة، وفي الصباح تم العثور على بطاقة تعريف أحد الذين شاركوا في تخريب تلك الطريق وكان من منطقة السبت، فاتجه مباشرة العسكر الفرنسيون إلى السوق لأنه تصادف ذلك مع موعده، وهناك قاموا بتوقيف 14 شخصا وجمعوهم داخل محل ثم بعد ذلك أضرموا فيهم النار. وقال مؤلف هذا الكتاب ل"الشروق" إن هذه المذكرات أراد من خلالها نفض الغبار عن بعض الأحداث التاريخية التي تم تهميشها، ووقعت في الدواوير الواقعة في جنوب ولاية الشلف؛ على السفح الشرقي لجبل سعدية، المتاخمة لسلسلة جبال الونشريس، وهذه المنطقة الجغرافية لم تعرف –في حدود اطلاعي- كتابات تاريخية، إلا بعض الشهادات القليلة المتفرقة.