أكّد البروفيسور عدّة بونجار، رئيس الجمعية الجزائرية للتكوين والبحث في مجال الأورام، أنّ التكفل بمرضى السرطان خلال الأزمة الصحية لجائحة كورونا يعد مقبولا، رغم تأثير الجائحة على الكشف المبكر للمرض وهو ما نتج عنه ارتفاع ملحوظ في عدد وفيات السرطان. وأفاد المختص، على هامش إطلاق شبكة وطنية لليقظة الصيدلانية في مجال الأورام وافتتاح الأيام التكوينية في هذا المجال نهاية الأسبوع، بأنّ كل المؤشرات تفيد بارتفاع نسبة وفيات السرطان، خاصة مع تسجيل حالات عديدة متقدمة الإصابة. وأضاف بونجار أنّ هذه الحالة ليست حكرا على الجزائر فقط، وإنما هو وضع عام مسجل عبر عديد دول العالم بسبب تعذّر تنقل المواطنين والمرضى نحو المؤسسات الاستشفائية والمصالح الصحية. وقد أطلقت مختلف المصالح الصحية للأورام في الجزائر دراسات لنسبة الوفيات مقارنة بالسنة الماضية، مشيرا إلى وجود علاقة بين ارتفاع الوفيات ووباء كورونا، واستشهد المختص باستقبال عديد الحالات لسرطان الثدي في مرحلة متقدمة بالتحديد للأسف في المستوى 3 و4. وتحدّث بونجار عن الشبكة الوطنية لليقظة الصيدلانية في الأورام، التي أشرف وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد على إطلاقها، موضحا بأنها تعمل بالتنسيق مع المركز الوطني لليقظة الصيدلانية، وتهدف لتحقيق تنسيق بين مختلف مصالح الأورام الطبية وحث الأطباء على التصريح السريع بخصوص مختلف الآثار الجانبية للأدوية والعلاجات سواء كانت أصلية أو جنيسة أو بدائل حيوية، بالإضافة إلى تكوين مهنيي الطب في مجال الأورام حول كيفية تحديد الآثار الجانبية غير المرغوب فيها والتصريح بها في وقتها. وفي هذا الإطار افاد وزير كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد بأن المبادرة تندرج في إطار سياسة الوزارة لتشجيع المبادرات حول الاستعمال الآمن للأدوية حفاظا على صحة المواطنين وتشجيع استعمال الأدوية الجنيسة المستوردة أو المصنعة بمقاييس الفعالية والأمن حفاظا على صحة الجميع. من جانبها أكدت نجاة لومي مديرة المركز الوطني لليقظة الصيدلانية أن المركز يتكفل بمتابعة كافة العلاجات الموضوعة في السوق الوطنية لفائدة المرضى من لقاحات وأقراص وحقن ومستلزمات طبية وكذا استعمالات الكواشف أو حتى مواد التجميل. وأضافت المختصة أنّ هدف الدورة هو تدريب المهنيين في الصحة في مجال الأورام على الطرق الصحيحة لتقديم تقييماتهم. وكشفت المختصة عن استقبال هيأتها للعديد من الشكاوى التي أطلقت بشأنها تحقيقات ميدانية على مستوى المصالح الطبية والصيدليات، الخاصة والعمومية، بالتعاون مع الوكالة الوطنية للمنتجات الصيدلانية والصيدلية المركزية للمستشفيات وعادة ما يكون القرار مراجعة مجالات الاستعمال أو تقديم توصيات للمهنيين بتعديل الجرعات والكميات وأحيانا أخرى قليلة سحب الدواء من السوق أو سحب كميات معينة. وأوضحت لومي أنّ السحب نادرا ما يحدث وأنّ الحالات القليلة والنادرة التي سجلت في وقت سابق كانت بالنظر إلى الأضرار الخطيرة وتجاوز الأمر الحدود المتوقعة التي قد يحدثها الدواء لاسيما ما تعلق بمرضى السرطان. وخلال السنة الجارية، تقول لومي، تم مراجعة دواءين للسرطان وسحب بعض الحصص الإنتاجية فقط، وطمأنت المسؤولة الجزائريين المرضى بأن هيأتها تحرص على ضمان أمنهم وحمايتهم.