أبدى بعض الجزائريين الملقحين ضد فيروس كورونا ردّات فعل وأعراض جانبية بسيطة، وذلك خلال الساعات القليلة التي تلت تلقيحهم، غير أنها مرت بردا وسلاما عليهم، وسرعان ما زالت. ويؤكد القائمون على عملية التلقيح أن هذه الأعراض غير مفاجئة وكانت متوقعة، حيث تم إعلام المواطنين بها، منبهين عليهم بضرورة التواصل مع المصالح الصحية أو التنقل إلى أقرب عيادة جوارية في حال اشتداد الأعراض. وطمأن في هذا السياق فوزي درار مدير معهد باستور الجزائريين بأن الأعراض التي برزت إلى غاية الآن لا تدعو للقلق وهي نفس الأعراض المسجلة في بقية اللّقاحات التي جرت العادة على استعمالها. وأكّد درار، في تصريح للشروق، بأن 300 جزائري من الأشخاص الملقحين ضد فيروس كورونا ظهرت لديهم أعراض جانبية للقاح كورونا إلى غاية الآن، بحسب ما علم من قبل الوكالة الوطنية لليقظة الصيدلانية، وذلك من أصل 100 ألف شخص تقريبا استفادوا من التلقيح عبر مختلف ولايات الوطن. وأوضح مدير معهد باستور أنّ الأعراض تفاوتت بين ألم في الرأس وحمى وألم موضعي، بالإضافة إلى حالة واحدة فقط خضعت للاستشفاء 48 ساعة وخرجت بعد ذلك، وأنها أعراض جانبية بسيطة وطبيعية متوقعة لا ترقى إلى درجة القلق أو الخوف منها، سرعان ما زالت واستعاد أصحابها عافيتهم. وكشف درار عن إطلاق دراسات وبحوث ميدانية قريبا على الجزائريين الملقحين لمعرفة نتائج وآثار اللقاح ونسبة الحماية لديهم، وذلك بعد مرور 25 يوما عن تلقي الجرعة الثانية من اللقاح، كل حسب نوع اللقاح الذي استفاد منه، وذلك في إطار العمل البحثي والعلمي الذي يقوده معهد باستور، حيث يحرص هذا الأخير على متابعة وضعيات الملقحين من أجل الحصول على رؤية علمية واقعية عن اللقاحات المتداولة وتأثيرها على مخلف الفئآت في المجتمع. وفي سياق ذي صلة أعلن المسؤول عن تسريع وتيرة التلقيح نهاية شهر مارس وبداية أفريل وذلك مع استقبال الكميات المبرمجة وكذا إبرام اتفاقيات مع مخابر جديدة، حيث ينتظر استقبال اللقاحات المندرجة في سياق آلية كوفاكس شهر مارس الجاري مع استقبال طلبيات أخرى للجزائر شهر أفريل المقبل. وأفاد درار أنّ التسجيلات الحالية على المنصة الرقمية لا تعكس الرغبة الحقيقية للجزائريين في التلقيح، حيث أن الأرقام لا تزال بعيدة عن الصورة الواقعية، مشيرا إلى أنّ الجزائر قادرة على تلقيح الملايين في مدى قصيرة جدا ولها تجارب سابقة في ذلك، كما أنّها تمتلك الكفاءات والقدرات البشرية والمادية لذلك، واستدل محدثنا بتجربة البلاد في عديد اللقاحات لاسيما البوحمرون والدفتيريا وكذا الأنفلونزا الموسمية. وسجّلت الأرضية الرقمية إلى غاية الآن الموضوعة حيّز الخدمة من قبل وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ما يناهز 20 ألف مسجل، وهو رقم يقل بكثير عن توقعات السلطات الصحية في الجزائر وتطلّعها لتلقيح 70 بالمائة من المواطنين في إطار تحقيق المناعة الجماعية لمحاصرة انتشار الوباء. للتذكير فإن الوضعية الوبائية في الجزائر تبقى مطمئنة إلى غاية الآن، ومعدّل الإصابات الجديدة منتظم، غير أن هذا لا يعني برأي المختصين التراخي في إجراءات الحماية والوقاية ويتطلب مزيدا من الوعي واليقظة.