كشفت وزارة التجارة عن إجراءات استعجالية وتدابير استثنائية استعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك في أحسن الظروف وضمان استقرار السوق الوطنية التي تعرف في الآونة الأخيرة تذبذبا واضطرابا في مختلف المواد الاستهلاكية الغذائية، حيث أعدّت إستراتيجية وطنية بالتعاون مع الجمعيات المهنية وجمعيات حماية المستهلك وكذا اتحاد التجار وجمعية التجار بالإضافة إلى البلديات والولايات. وشملت الإجراءات العديد من المجالات والمواد الغذائية، لاسيما التي تعرف ضغطا وطلبا متزايدا خلال الشهر الفضيل مثل اللحوم الحمراء والبيضاء وكذا مادة الحليب والزيت وغيرها من الخضر والفواكه. وأوضح مقراني محمد، مدير تنظيم الأسواق ومراقبة التموين في تصريح ل"الشروق اليومي"، أنّ المخزون الوطني من الزيت سواء تعلق الأمر بالمادة الأولية أم المنتج النهائي متوفر بكميات كافية جدا لا تدعو أبدا للقلق أو الهلع الذي أحدثه الكثير. البيع المباشر للزيت من المصنع إلى تاجر التجزئة واعتبر المتحدث أنّ ارتفاع سعر المادة الأولية في الأسواق العالمية ورفع المنتجين لسعر المنتج النهائي أدّى إلى امتناع بعض الوسطاء من التجار عن البيع بسبب تراجع هامش الربح ورفض نظام الفوترة المفروض عليهم وكذا لهفة بعض المواطنين واقتنائهم هذه المادة بكميات كبيرة ضاعف من حجم الأزمة وعزز الندرة في الأسواق. وفي هذا السياق، اتخذت وزارة التجارة، بحسب مقراني، إجراء يمكن المنتجين من البيع المباشر لتجار التجزئة بغرض تخفيف الضغط وتوفير هذه المادة في المحلات التجارية، وذلك عبر مختلف ولايات الوطن، إلى حين عودة الأمور إلى نصابها واستقرار سعر السوجا في الأسواق العالمية. وطمأن مقراني المستهلكين بوفرة قريبة جدا لهذه المادة داعيا إياهم إلى التعقل في الاقتناء والاستهلاك، وذكر المتحدث بأزمة السميد التي شهدتها السوق الوطنية في بداية أزمة كورونا والتي نتج عنها رمي السميد بعد ذلك في المزابل. دعم السوق ب 10 آلاف طن من الدجاج قبيل رمضان وبالنسبة إلى اللحوم البيضاء وبالأخص الدجاج، أوضح مقراني أن هذه الوضعية تتكرر في ذات الفترة بشكل دوري وربط غلاء الأسعار بارتفاع سعر الأعلاف، موضحا أن كثيرا من المربين كانوا يبيعون منتجاتهم بالخسارة حفاظا على استقرار الأسعار بالنظر إلى كثرة العرض في وقت سابق. وأفاد مقراني بأنّ السعر الواقعي لهذه المادة يتراوح بين 270دج-300دج وأن السوق سيستقر قبيل حلول شهر رمضان، وسيساعد في ذلك اقتناء المؤسسة العمومية للتغذية وتربية الدواجن لما يناهز 10 آلاف طن دجاج لشهر رمضان وهي مؤشرات قوية لعودة استقرار أسعاره بالإضافة إلى ما سيطرحه المربون الخواص من كميات. البيع بالتخفيض والترويج عبر 1541 سوق جواري رمضاني وباشرت وزارة التجارة إجراءات خاصة مع الولاة عبر مختلف الولايات لتنظيم تظاهرات خاصة بشهر رمضان لا تقل عن 1541 سوق، بمعدل تظاهرة في كل بلدية على الأقل، يسمح فيها للتجار والعارضين بالبيع الترويجي والبيع بالتخفيض دون الحصول على رخصة مسبقة كما جرت العادة عليه وذلك في إطار التسهيلات الإدارية الممنوحة للتجار والعارضين. وأوضح مقراني أن الإجراءات تتقدم بشكل متسارع وستكون جاهزة مع اقتراب حلول الشهر الفضيل، حيث ينتظر أن تفتح هذه الأسواق التي يباع فيها كل شيء من مواد غذائية وأوان وأجهزة ومفروشات أبوابها أسبوعا قبل شهر رمضان لتمكين المواطنين من تلبية احتياجاتهم بأسعار معقولة تراعي قدرتهم الشرائية. تسبيق الحصص الاستهلاكية ل10 ولايات جنوبية ولم يهمل المخطط الرمضاني لوزارة التجارة، بحسب مقراني محمد، ولايات الجنوب من إجراءات إضافية بالنظر إلى خصوصية المنطقة، حيث وجهت تعليمات توجيهية لمديري التجارة في عشر ولايات جنوبية بإمكانية تسبيق الحصص الاستهلاكية الخاصة بهم قبل موعدها، وطلب الحصول المسبق على المواد الغذائية التي تعرف ضغطا أو طلبا كبيرا في إطار حصص تكميلية وتدعيمية لتنظيم الاختلالات الحاصلة تعزيزا للتموين بالمناطق الجنوبية. وقال مقراني إنّ مديري التجارة في تلك الولايات لهم كامل الصلاحيات والسلطة التقديرية في اتخاذ الإجراءات المناسبة على مستوى إقليمهم.