عرفت مناطق غرب البلاد في الأيام القليلة الماضية تقلّبات جوية ساهمت في إرباك المواطنين الذين لم يعرفوا إن كانوا يعيشون فصل الصيف أم دخلوا فصل الخريف..حالات اختناق من الجو المتقلب، سحابات ممطرة عابرة وحرارة مرتفعة تشد الأنفاس، تلك هي الوضعية التي أدخلت الكثير من العائلات المتضررة في حالة طوارئ غير معلنة، وجعلتهم يهجرون فرادى وجماعات منازلهم نحو الشواطئ. في وهران، أكدت مصادر طبية أن المواطنين المصابين بضربات الشمس وتقلبات الجو عادة ما يلجؤون إلى علاج أنفسهم بأنفسهم داخل البيوت وبطرق تقليدية مما يعني عدم إعطاء رقم دقيق عن حالات الأشخاص المصابين، رغم الإدراك تماما أن معظم الحالات التي يتم معالجتها طبيا تتعلق بأشخاص يعانون من داء الربو المزمن والذي يشكو صاحبه في هذه الأيام من تقلبات الجو التي تنعكس سلبا عليه وتضطره إلى زيارة المستشفى وعدم الاكتفاء بالعلاج المنزلي، وحسب ذات المصادر فان معظم الحالات التي يتم استقبالها بالمستشفى والمراكز الصحية هم من الأطفال الذي يصابون بضربات شمس تكون مصحوبة في العادة بإسهال وارتفاع في الحرارة. أما في ولاية سيدي بلعباس المشغولة هذه الأيام بالوباء الغريب الذي أدخل القطاع الصحي برمته في حالة استنفار قصوى، إلى درجة التعامل مع الحالات الأخرى بأقل درجة من الأهمية، فان مصادر طبية أمس قالت للشروق أنه تم استقبال حالة واحدة لشخص يعاني من ضيق في التنفس وتم إدخاله الاستعجالات، وأضافت نفس المصادر أنّ الحالات التي تعاني من انعكاسات الجو وارتفاع درجة الحرارة تظهر معظمها بعد الخامسة مساء، وهو ذات الأمر الذي أكدته جهات طبية بمستشفى سعيدة والتي قالت أنها استقبلت 7 حالات في الساعات الأخيرة بينها أربعة أطفال وثلاثة كبار تم توجيههم إلى مصلحة الاستعجالات، أمّا معدل الحالات التي يتم استقبالها يوميا فتصل إلى حدود 25 حالة، تتلقى علاجا سريعا ثم تنصرف إلى منزلها. للإشارة، عرفت الكثير من ولايات غرب البلاد أمس تحديدا انقلابا جويا غير مسبوق، حيث شعر كثير من المواطنين بالاختناق وضيق التنفس، إضافة إلى عواصف وهبوب رياح جافة بتيارت وبلعباس والشلف، ووهران...وهو ما أثر كثيرا على سلوكات المواطنين وبرنامجهم اليومي إذ فضل كثير منهم البقاء في منزله. قادة بن عمار