بعد أسبوع على اعتقاله، نقل جوهر تسارناييف الذي يشتبه بتورطه في اعتداء بوسطن الجمعة الى سجن مستشفى بينما روى متعهد صيني شاب للمرة الأولى كيف أنهى هرب الاخوين تسارناييف، وأبلغ الشرطة عنهما بعدما افلت منهما. وقد نقل جوهر تسارناييف (19 عاما) ليل الجمعة السبت الليل من مستشفى بيت اسرائيل ديكونس في بوسطن الى مركز ديفنز الطبي الفدرالي الذي يبعد 60 كلم غرب بوسطن، كما أعلن جهاز نقل السجناء يو اس مارشالز. ويستقبل هذا السجن المستشفى في قاعدة عسكرية قديمة السجناء الرجال الذين يحتاجون إلى عناية طبية خاصة او لفترات طويلة، او يعانون من مشاكل عقلية. وأصيب جوهر تسارناييف بجروح خطرة في 18 أفريل في مواجهة مع الشرطة قتل خلالها شقيقه تيمورلنك (26 عاما). ومنذ ذلك الحين تحسن وضعه الصحي، كما تقول السلطات. وتوجه الى الأخوين تهمة تنفيذ الاعتداء الذي أسفر عن ثلاثة قتلى و264 جريحا خلال ماراثون بوسطن في 15 أفريل. ويمكن ان يحكم على جوهر المتهم باستخدام سلاح دمار شامل عقوبة الموت. ورواية المتعهد الصيني الشاب الذي خطف مساء 18 أفريل بسيارته المرسيدس رباعية الدفع اتاحت وضع تصور لعملية الفرار الفاشلة للاخوين تسارناييف. وبعدما نشر مكتب التحقيقات الفدرالي صورهما، قتل تيمورلنك ذاك المساء شرطيا في حرم جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا للاستيلاء على ما يبدو على سلاحه، لكنه لم يفلح. ثم استولى على سيارة المرسيدس. وتعرض صاحبها الخائف للتهديد بالموت من قبل تيمورلنك الذي انضم اليه في وقت لاحق شقيقه. وأعطى بطاقته الائتمانية ورمزها. وقال داني الذي طلب الا يتم التعريف به الا باسمه الامريكي في تصريح حصري لصحيفة بوسطن غلوب "كنت افكر بأني لا أريد ان اموت. ما زال لدي كثير من الأحلام التي لم تتحقق بعد". وفي السيارة، تحدث الشقيقان بلغة غريبة عن "مانهاتن" ثم سألاه بالانكليزية هل تستطيع سيارته ان تغادر ولاية ماساشوستس، "الى نيويورك على سبيل المثال"، كما قال احدهما. والخميس، اكد عمدة نيويورك ان الشقيقين اللذين كان في حوزتهما ست عبوات متفجرة قررا في السيارة التوجه الى نيويورك للتحضير لاعتداء في ساحة تايمز سكوير. وقال مايكل بلومبرغ أنهما كانا قادرين على ذلك. لكن داني تمكن بعد 90 دقيقة من الفرار مستفيدا من توقف السيارة في محطة للوقود. وتوجه جوهر للدفع ووضع تيمورلنك سلاحه جانبا للتدقيق في جهاز جي.بي.اس. وفك داني وثاقه وخرج وركض حتى محطة وقود اخرى في الطرف الآخر من الشارع. وطلب من موظف الاتصال بالشرطة التي سارعت الى ملاحقة الأخوين. وفي المواجهة التي وقعت بعد ذلك في ووترتاون (ضاحية بوسطن)، قتل تيمورلنك وأصيب جوهر بجروح خطرة. وعثر عليه مساء 19 أفريل اعزل مختبئا في سفينة موضوعة في حديقة ومصابا في رأسه، وعنقه وساقيه ويده. ومنذ توقيفه، يتعاون الشاب الأمريكي الشيشاني الأصل مع المحققين الذين ما زالوا يسعون إلى فهم دوافع الاخوين المسلمين اللذين وصلا الى الولاياتالمتحدة قبل 10 سنوات وتصرفها من تلقاء نفسيهما على ما يبدو. وقال لهم ان تيمورلنك الأشد تطرفا من الأخوين، أراد بذلك الدفاع عن الإسلام. ويبدي المحققون الأمريكيون اهتماما ايضا بوالدتهما زبيدة لمعرفة ما اذا ساهمت في تطرف ابنها البكر. ومن محج قلعة في داغستان التي عادت لتعيش فيها، اتهمت الخميس الولاياتالمتحدة بقتل ابنها البكر. وما زال ثلاثون من 264 شخصا أصيبوا في الاعتداء، يعالجون في المستشفى. وخضع خمسة عشر منهم لعمليات بتر اعضاء. وبلغت فاتورة البعض عشرات آلاف الدولارات. ويستغرق تأهيلهم أشهرا وبالتالي سنوات. وبدأت عمليات جمع أموال على الانترنت، وأبرزها "ذي وان فاوند" الذي تجاوز رصيده الجمعة 26 مليون دولار.