يزداد تضييق الخناق على الرئيس المصري، محمد مرسي، يوما بعد يوم، في ظل تصاعد مواقف المعارضة وانسحاب السلفية من صف الإخوان، وخاصة بعد الاضطراب الحاصل في سيناء على إثر اختطاف جنود مصريين. هذا الامتحان الصعب الذي ينتظر من مرسي النجاح فيه وتحرير المختطفين بأقل الأضرار. أعلنت أمس هيئة الحدود، التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة، بقطاع غزة، أنها أغلقت أنفاق التهريب ونقل البضائع الواصلة بين القطاع ومصر، معلنة أن منطقة الحدود هي منطقة عسكرية مغلقة، وعززت شرطة غزة من قبضتها الأمنية على أنفاق التهريب الحدودية مع مصر الخميس الماضي، بعد خطف 7 جنود مصريين في شمال سيناء في وقت متأخر من مساء الأربعاء الماضي. وأكد مصدر عسكري مصري أن تعزيزات عسكرية تابعة لقوات الجيش الثاني الميداني وصلت إلى شمال سيناء، تأهبا لتنفيذ عملية عسكرية لتحرير الجنود المختطفين في حالة استنفاذ كافة الوسائل السلمية. هذا، وعقد الرئيس المصري اجتماعا مع قادة عسكريين، استمر عدة ساعات، لبحث حادث اختطاف الجنود السبعة في سيناء، وأكد للمرة الأولى وبصورة مباشرة على سرعة تحرير الجنود المختطفين، مع الحفاظ على أرواحهم، وبما يحفظ للدولة هيبتها. وأوضحت مصادر مصرية عسكرية أن أي تحرك عسكري في المنطقة "ج" منزوعة السلاح يتم إبلاغ قوات حفظ السلام والقوات الإسرائيلية به، وذلك طبقا لمعاهدة السلام، حتى لا تدفع الأحداث الداخلية في اتجاه أطراف خارجية لجر الجيش إلى مواجهات غير مرغوبة". وطالب الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، خلال لقائه برئيس الجمهورية، محمد مرسى، بعدم التهاون مع مرتكبى حادث اختطاف الجنود المصريين بسيناء، والتعامل بكل حزم وقوة مع هؤلاء المجرمين الذين وصفهم ب"الإرهابيين"، مؤكدا على حرمة دم الإنسان واختطاف المسلم أو غير المسلم، مستشهدا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "لا تروعوا المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم"، ولقوله: "من نظر إلى أخيه نظرة يخيفه بها أخافه الله يوم القيامة". من جهته، أكد الدكتور شوقى، مفتى الجمهورية، فى بيان له، أمس الاثنين، أن هذا العمل الإجرامى يعتبر تهديدا لهيبة الدولة المصرية، ينبغى التعامل معه بكل حسم تقدره أجهزة الدولة المعنية فى ظل ما يتوافر لها من معطيات، وطالب الخاطفين بالإفراج الفوري غير المشروط عن الجنود، مهيبا بهم أن يتقوا الله عز وجل فى "خير أجناد الأرض"، كما وصفهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. من جهة أخرى، ناقشت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، أمس الاثنين، برئاسة المستشار محمد السيد، دعوى إسقاط الجنسية الأمريكية عن ابني الرئيس محمد مرسي، أسامة وشيماء، حسبما ذكر موقع "بوابة الأهرام". ويذكر أن محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، كانت قد شطبت الدعوى من قبل لعدم حضور المدعى أو وكيله فى جلسة 28 جانفي السابق، واستأنف مقيم الدعوى على قرار شطب الدعوى. وفي سياق متصل، دعا إسماعيل الشافعي، القيادي السلفي، إلى اغتيال "مرسي" كما اغتيل "السادات"، مستفهما: "أين أنت يا خالد الإسلامبولي، لكي نتخلص من مرسي وأذنابه؟" وأوضح في تصريحات على صفحته الشخصية على الإنترنت نشرتها صحيفة "النهار" الكويتية، أن الأسباب التي تجيز اغتيال مرسي هي "الحكم بغير ما أنزل الله والتصالح مع اليهود والزج بالإسلاميين في السجون وانتشار الخمّارات والملاهي الليلية". من جانبه، وعد إبراهيم العزب، القيادي بالسلفية الجهادية، بالتظاهر أمام بيت الرئيس وكتابة بيان جهادي موحد، تشرح فيه الحركة انتهاكات الداخلية عموما والأمن الوطني خصوصا، مطالبة بحل جهاز الأمن الوطني بسبب انتهاكاته الصارخة لمحارم الله وللقانون والدستور والأعراف المجتمعية، حسبما قال، بالإضافة إلى تسريح ضباطه أو توجيههم للعمل في جهات غير سيادية، مشددا على إقالة اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية.