تستورد الجزائر قرابة مليون وحدة من الأدوية الخاصة برفع مستوى الخصوبة الظرفية لدى الرجال مثل "الفياغرا" و"السياليس" و"الايتولاكس" بمعدل 350 مليار سنتيم سنويا. وقد اقتنت الجزائر 800 ألف علبة خلال 2006 رغم ان سعر الواحدة، التي تحتوي في بعض الأحيان على قرصين فقط، يتراوح ما بين 2000 دج الى 3000 دج في الصيدليات وغير معوض من طرف الضمان الاجتماعي، في الوقت الذي يعرف فيه السوق الادوية ندرة في الأغذية الخاصة بالرضع و ذوي الحساسية والمناعة الطبية مثل حليب بيوميل كرويل فضلا عن الأدوية الأساسية مثل المضادات الحيوية والأدوية المستعملة ضد السرطان. يعرف سوق الدواء في الجزائر في ظل الانفتاج الاقتصادي الذي تعرفه البلاد منذ عشر سنوات فوضى عارمة أدت بالعديد من المخابر الأجنبية وحتى مخابر الأعشاب الطبية بجني أرباحا كبيرة من خلال استيراد انواع عديدة ومتعددة من الأدوية التي ترفع من درجة الخصوبة الظرفية لدى الرجال على غرار الفياغرا والسياليس والايتولاكس بمعدل 350 مليار سنتيم في السنةّ' يستورده مخبرين فقط في الجزائر هما فايزر واليلي لي, وجدوا في السوق الجزائري يتلهف على هذه الأدوية بمعدل 30 ألف علبة الى 50 الف علبة في الشهر. وهي الأدوية التي عرفت في السنوات الأخيرة حسب مصادر من وزارة الصحة واصلاح المستشفيات رواجا كبيرا في المجتمع الجزائري حيث انتقل استيراد هذا الدواء سنة 2005 من 300 ألف علبة الى ما بين 500 الف علبة الى 800 الف علبة سنة 2006 مما يطرح تساؤلات عديدة حول هذه الظاهرة حيث يكشف الدكتور ه.ز أن تناول الفياغرا والأدوية المشابهة له تبقى من اكبر الطابوهات في الجزائر الأمر الذي جعل الطلب عليها في بلادنا كبيرا لأن الرجل في الجزائر يرفض فحص الطبيب بخصوص عجزه الجنسي فيلجا الى شراء هذا الدواء رغم ارتفاع سعره لأنه بكل بساطة "يساعده على اثبات رجولته" في الحين وليس على المدى الطويل والمشكل حسب الطبيب ه.ز يكمن في ان المخاطر الناجمة عن تناول هذا الدواء دون رقابة طبية قد يؤدي الى الموت المفاجئ خاصة للرجال الذي يعانون من بعض الأمراض المتصلة بالضغط الدموي والقلب. وتناول الفياغرا في الجزائر حسب هذا الطبيب مشكلة اجتماعية قبل أن تكون اقتصادية للفاتورة المالية المنجرة عن استيراده رغم تصنيفه ضمن الأدوية الكمالية وليس الحيوية والتي تراوحت في السنتين الأخيرتين ما بين 200 مليار سنتيم الى 350 مليار سنتيم. دفع 3000 دج لعلبة من قرصتين للفياغرا بدل زيارة عند الطبيب وفي الوقت الذي تعرف فيه أسعار هذه الأدوية في الصيدليات ارتفاعا مذهلا يتراوح ما بين 2500 دج الى 3000 دج الا ان الاقبال عليها دون وصفة طبية في كثير من الحالات كبيرا جدا حتى وان كانت غير معوضة من طرف صناديق الضمان الاجتماعي ولا تحتوي أي العلبة الا على حبتين أو اربع حبات على الأكثر بالنسبة للفياغرا ولمن لا يسعفه الحظ لشراء هذه "الحبات" يطلب بعض الرجال حسب احد الصيادلة الجان 5 وهو دواء عشبي له بعض الأثار الا انها ليست بالدرجة التي تفرزها أدوية مثل الفياغرا او السياليس أو الايتولاكس. والا يلجأون الى دكاكين الأعشاب أملا في ايجاد "تيزانة" تستره مرضه بدلا من اللجوء طبيب لفحصه. من جهة ثانية يعرف السوق ندرة كاملة لبعض الأغذية الطبية الخاصة بالرضع منعدمو المناعة أو للعجزة او المرضى المزمنين ويتعلق الأمر بحليب فورتيمال الذي هو خليط من الفيتامينات يتناوله المرضى أصحاب المشاكل الهضمية وحليب بيوميل كرويل للرضع ذووا المناعة و لهم حساسية لحليب الأبقار فضلا عن الأغذية الطبية الأخرى المصنفة بالأدوية الكمالية غير الساسية بنفس درجة الفياغرا والسياليس والايتولاكس. عزوز سعاد