أمر فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بنشر أسطول حربي لبلاده بصورة دائمة في البحر المتوسط، لأول مرة منذ انهيار "الاتحاد السوفيتي" السابق، مؤكدا أن تواجد السفن الروسية في هذه المنطقة، التي تشهد اضطرابات واسعة، ليس "قعقعة سلاح" في وجه أحد. ووصف الرئيس الروسي منطقة البحر المتوسط بأنها "ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا"، وتابع بقوله: "لنا فيها مصالح تتعلق بضمان الأمن القومي لروسيا، لهذا فإن المطلوب هو توفير الشروط اللازمة لمرابطة السفن الحربية الروسية بصورة دائمة في البحر الأبيض المتوسط، في زمننا الحالي." وأضاف بوتين، خلال اتصال تلفزيوني مع مركز قيادة القوات المسلحة الروسية، أن إعادة نشر الأسطول الروسي في البحر المتوسط بشكل دائم "ليست مؤشراً على قعقعة السلاح، فقد أنجزنا الكثير مع شركائنا، بمن فيهم شركاؤنا من الناتو، في مواجهة تهديدات الجهات الإجرامية، بما في ذلك محاربة القراصنة." وبحسب ما نقلت وكالة "نوفوستي" للأنباء عن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، فإن الأسطول الروسي، الذي بدأ بالفعل في تنفيذ مهامه في البحر المتوسط اعتباراً من مطلع جوان الجاري، يضم 16 سفينة حربية، إضافة إلى ثلاث مروحيات. كما أوردت الوكالة نفسها عن قائد المجموعة البحرية العملياتية في البحر المتوسط، العقيد يوري زيمسكي، قوله إن المهام الأساسية لمجموعته تتضمن مراقبة تحركات القوات البحرية للدول الأخرى، وضمان سلامة حركة سفن الشحن الروسية والنشاط التجاري. وتابع الضابط الروسي قوله إن "المجموعة بتشكيلتها الحالية، جاهزة أيضاً لتنفيذ مهام أخرى، تبعاً للظروف الناشئة في المنطقة"، دون أن يورد مزيداً من التفاصيل بهذا الصدد. وكانت تقارير استخباراتية أمريكية قد أشارت، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، إلى أن ثلاثة من السفن الروسية، التي تم نشرها في شرق البحر المتوسط مؤخراً، ربما تحمل شحنات أسلحة إلى نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.