أعلن وزير الداخلية الإيراني، مساء السبت، فوز المرشح الإصلاحي حسن روحاني، بالانتخابات الرئاسية السابعة في إيران، بحصوله على 50.68 بالمئة من الأصوات في الدور الأول، أي 18.6 مليون صوت، من ضمن 50 مليون ناخب، منتصرا على المرشحين الخمسة الآخرين المنتمين إلى التيار المحافظ، واضعا حدا لهيمنته على الحكم على مدار 8 سنوات متواصلة، في حين فاقت نسبة المشاركة ال70 بالمئة، حيث تم تمديد فترة التصويت عدة ساعات بالنظر إلى إقبال ملايين الإيرانيين للإدلاء بأصواتهم. وكانت مؤشرات فوز روحاني، 64 سنة، ظاهرة منذ البداية، ففي عملية التصويت في حد ذاتها أمس الجمعة، كانت كل عملية جرد يتأكد حصوله على أكبر نسبة من الأصوات، رغم أنها تراجعت في نهاية المطاف من أكثر من 52 بالمئة إلى 50.68 بالمئة، أما حظوظه التنافسية فكانت واسعة، وقد اكتسب دعم الإصلاحيين والمعتدلين خاصة بعد انسحاب محمد رضا عارف، من السباق، كما استفاد من دعم الرئيسين السابقين، محمد خاتمي، وعلي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي أقصي من المشاركة في الانتخابات، فضلا عن دخول المحافظين الاستحقاق بأربعة مرشحين ما أدى إلى تشتت وعائهم الانتخابي. يضاف إلى ذلك، استقطابه للكثيرين خارج تكتل الإصلاحيين، بعدما تحدث بخطاب جديد حمل شعار "المفتاح"، يؤمن بإصلاح الإعلام وإطلاق سراح المسجونين السياسيين في الداخل، مع ضرورة تحسين العلاقات مع الجيران العرب، والعودة إلى الحوار مع الغرب، حيث كان روحاني، المسؤول عن المفاوضات حول الملف النووي بين 2003 و2005، إبان رئاسة الإصلاحي محمد خاتمي، (1997 - 2005)، وهو يدعو إلى مزيد من المرونة في المفاوضات مع القوى العظمى، لتخفيف العقوبات المفروضة على إيران والتي تسببت في أزمة اقتصادية حادة.
وقبل الإعلان عن النتائج، أصدر روحاني بيانا شكر فيه أنصاره الذين بذلوا جهودهم (لصنع هذه المعجزة)، وأضاف أن "هذه المشاركة والوحدة (بين الإصلاحيين والمعتدلين) ستساعد إيران على سلوك طريق جديدة". وبموجب الدستور الإيراني، يكون الرئيس المقبل المنتخب الشخصية الثانية في الدولة، بالنظر إلى سلطة وصلاحيات المرشد الأعلى، الذي يملك نفوذا واسعا على الملفات الاستراتيجية، مثل النووي، الأزمة السورية والعلاقات مع دول الخليج.