صنع المنتخب الوطني الفرحة لعشاقه بعد تمكنه من الفوز لأول مرة في كيغالي أمام الدبابير الرواندية ليحقق ثالث فوز على التوالي في التصفيات الحالية المؤهلة لمونديال 2014 والثاني على التوالي خارج القواعد وهو الأمر الذي جعل مدرب المنتخب الوطني وحيد خاليلوزيتش -الذي يعشق الإحصائيات ولغة الأرقام- يطير فرحا ويقول في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة: "أنا فخور بما حققته مع المنتخب الجزائري، خاصة وأن الفوز مرتين متتاليتين خارج القواعد سابقة في تاريخ الكرة الجزائرية"، وهو تصريح غريب جدا، بما أن ما قاله البوسني الذي دخل عالم التدريب عام 1990 لا يمت للواقع بأي صلة بما أن المدرب الأسبق للخضر رابح سعدان قد حقق ذات الإنجاز منذ 28 سنة، أي في تصفيات مونديال مكسيكو 1986. إذا كان خاليلوزيتش قد تحدث بحرقة بعد أن اكتوى بنار الإخفاق في نهائيات "الكان" الأخيرة، فإن اللوم كل اللوم على المتتبعين الجدد الذين كرروا ما قاله حرفيا عبر مختلف وسائل الإعلام المكتوبة، المسموعة وحتى المرئية دون البحث في تاريخ "الخضر" الذي يحمل انتصارات هامة لا يمكن أن تنسى وبالتالي فما حققه التقني البوسني لحد الآن لا يعد سوى غيض من فيض. الحقيقة التي تغافل عنها الكثير ومن حسن الحظ أن التاريخ لا ينسى هي أن رابح سعدان عندما قاد الخضر في تصفيات مكسيكو 1986 حقق 5 انتصارات متتالية منها مباراتين خارج القواعد في لوزاكا وتونس وأهل الجزائر إلى المونديال بالعلامة الكاملة. وكان الشيخ أيضا قد حقق 5 انتصارات متتالية عام 2009 في خضم التصفيات المؤهلة لمونديال 2010، فقاد الخضر للفوز على مصر 3/1 في الجولة الثانية، وعاد بالفوز 2/0 من زامبيا (بطل إفريقيا عام 2012، قبل أن يفوز وديا على الأوروغواي (صاحب المركز الرابع في مونديال 2010 وبطل كوبا أمريكا في 2011 في أوت 2009 بهدف لصفر، وكرر فوزه على زامبيا بهدف لصفر، لينتصر على رواندا 3/1 في الجولة الخامسة من التصفيات، قبل أن ينهزم في القاهرة في الجولة الأخيرة بهدفين لصفر، ليظفر بتأشيرة التأهل إلى المونديال بعد فوزه على الفراعنة بهدف لصفر في المباراة الفاصلة بأم درمان. "الشيخ" قاد الخضر ليكونوا أول منتخب إفريقي وعربي يتأهل للمونديال دون خسارة، مكنت هذه النتائج الرائعة الخضر من التأهل إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي وهي سابقة على المستوى الإفريقي والعربي وقتها، كما أن الخضر كانوا أول منتخب في إفريقيا والعالم العربي يتأهل للعرس العالمي دون خسارة، وهذا الإنجاز يحمل توقيع رابح سعدان الذي يعد أكثر المدربين إشرافا على الخضر، متفوقا على عمالقة بحجم رشيد مخلوفي وخالف محي الدين من المحليين والروسي روغوف من الأجانب.
خاليلوزيتش مطالب بالفوز في الدور الفاصل ل"دخول التاريخ" إذا كان خاليلوزيتش قد طار فرحا بالفوزين في البينين ورواندا واعتبره سابقة، فالتاريخ يقول أنه تعديل للنتيجة فقط مع سعدان، لكن المدرب البوسني أمامه فرصة لتخطى غريمه إن تمكن من الفوز خارج الجزائر في الدور التصفوي الأخير والذي سنتعرف عليه عند سحب القرعة يوم 16 سبتمبر القادم، وهو ما يضمن للمنتخب الوطني التواجد مرتين متتاليتين في أكبر محفل كروي عالمي على غرار ما حدث في دورتي 1982 و1986..