أعلن أمس، الوزير الأول عبد المالك سلال، عن عقد لقاء للثلاثية في سبتمبر القادم، سيجمع الحكومة مع شركيها الاقتصاديين والاجتماعيين "البترونا" والمركزية النقابية، لاتخاذ إجراءات اجتماعية واقتصادية كفيلة بتحسين معيشة المواطن وتشجيع الاستثمار، معلنا عن فتح وكالة للاستثمار بكل دائرة لضمان لا مركزية فرص الاستثمار. وفي ظل ذلك، لم تخل زيارة سلال لسوق أهراس من احتجاجات مواطنين حول ملفي السكن والشغل، حيث استوقف المحتجون الوزير الأول الذي وعد بالنظر في مطالبهم، وطالبهم بالصبر لأن الإرادة السياسية صادقة وموجودة لدى الحكومة، وقال "إذا لم تغط المشاريع الحالية الطلب فسنطلق مشاريع جديدة"، مؤكدا على جدوى تفادي الفوضى للوصول إلى المطالب. وأطلق الوزير الأول عبد المالك سلال، حزمة من التوجيهات والأوامر للقائمين على المشاريع التنموية، سواء ما تعلق بالمنشآت التعليمة أو الصحية أو الرياضية، وذلك في سياق إعطاء دفعا جديدا لهذه المشاريع ذات العلاقة المباشرة بمحيط المواطن وظروف معيشته، فكان لمشاريع السكن الحظ الأوفر في برنامج زيارة سلال لولاية سوق اهراس، التي سجلت في ثاني نقطة لها كسر المواطنين للحاجز الأمني واختراقه، وذلك بعد أن استمد هؤلاء المواطنون الشجاعة من امرأة رفضت فسح الطريق أمام موكب الوزير الأول، لإسماعه شكواها، الأمر الذي جعل سلال ينزل ويترجل ليتوقف أمامها ويسمع شكواها، ليتدافع المواطنون الذين اخترقوا الحاجز الأمني الذي انهار ولم يستطع الصمود أمام الجمع الغفير الذي كان في انتظار عبد المالك سلال، بمشروع إنجاز 5 ألاف مسكن، وتولى سلال شخصيا مهمة تهدئة المواطنين، وإخماد احتجاجاتهم. مشهد محاولة المواطنين بسوق أهراس، رفع شكاويهم للوزير الأول مباشرة ووجها لوجه، من خلال استغلال فرصة تواجده بالولاية مرفوقا ب8 وزراء من الحكومة، تكرر أمام المسبح شبه الأولمبي، أين تجمعت وفود من الشباب للاحتجاج على نتائج مسابقة للتوظيف ب10 مناصب مالية عرضتها جامعة سوق أهراس في مزاد التوظيف، وعبّر هؤلاء عن امتعاضهم لنسب البطالة العالية. زيارة سلال إلى سوق أهراس، التي حملت رقم 12 في خرجاته الميدانية التفتيشية التي فضّلها أسلوبا لمتابعة المشاريع التنموية، وتقييم مدى تقدم البرنامج التنموي في الولايات منذ توليه شؤون الحكومة، سجلت ملاحظات وتوجيهات صبّت في رافد واحد يخص إنهاء المشاريع في أجالها، والاستجابة لمتطلبات عيش المواطن والإصغاء إليه. وأطلق سلال تطمينات للجزائريين بخصوص مستقبل الجزائر، وقال خلال اللقاء الذي جمعه بالمجتمع المدني في الولاية، "الجزائر تسير في الطريق الصواب، ونعي جيدا ما نحن بصدد إنجازه والمستقبل لا يخيفنا، لأن احتياطاتنا من الغاز والنفط تكفينا، حتى وإن كنا لا نعوّل عليها فقط، لأننا نفضّل الاعتماد على موارد دائمة وغير قابلة للزوال". واستدل سلال بتقارير خبراء تؤكد أن مخزون الجزائر من الغاز الصخري يعتبر الثالث في العالم، وللرد على المشككين في وضعية الجزائر على الصعيد الدولي، قال سلال "أن زيارة الحاكم السابق لمدينة كاليفورنيا الممثل الأمريكي، أرنولد شوارزنيغر، أحسن دليل على قيمة الجزائر في أعين غيرها من الدول"، وأضاف أنه سيستقبل هذه الشخصية العالمية اليوم بقصر الحكومة. واعترف سلال بأن المجتمع الجزائري يعاني الرشوة والمحسوبية، إلا أنها مشاكل ومظاهر سيتم القضاء عليها حسبه بالحوار والتفاهم. وقد تفقد سلال 14 مشروعا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا حملها برنامج زيارته، كما انتقد استغلال المرافق الثقافية للزرد فقط، وطالب السلطات المحلية بإبقاء هياكل الخدمات من بينها محطة النقل البري مفتوحة أمام المواطنين إلى غاية الساعات الأولى من الصباح.