من المنتظر أن تفصل الدورة الجنائية المقبلة بمجلس قضاء الجزائر العاصمة في إحدى القضايا المتعلقة بعصابات السرقة المكونة من أفارقة وجزائريين كانوا يقومون بالنصب والاحتيال على المواطنين ببيعهم لذهب مزيف لهم وسلبهم أموالهم ، هذه القضية التي تمت إحالتها على محكمة الجنايات مؤخرا انتهى التحقيق فيها على مستوى محكمة بئر مراد رايس خلال هاته الصائفة، حيث كشف التحقيق عن تورط ثلاث رعايا أفارقة احدهما مازال في حالة فرار رفقة ثلاثة جزائريين اثنين منهم يعملون بسلك الشرطة في عملية سرقة باستعمال العنف والتهديد بالسلاح الناري جرت وقائعها على مستوى فيلا بحي الينابيع.وقد وجهت للمتهمين الخمسة تهم تتعلق بتكوين جمعية أشرار والنصب والاحتيال والسرقة الموصوفة والتهديد باستعمال سلاح ناري وانتحال صفة هيئة نظامية رسمية . وتم اكتشاف وقائع القضية بتاريخ 05 أكتوبر من السنة الماضية على اثر الشكوى التي تقدم بها الضحيتان عبد القادر ومجيد لمصالح الشرطة القضائية ضد رعية افريقية وثلاثة جزائريين كانوا يرتدون صدريات الأمن الوطني اثنان منهم كان بحوزتهما مسدسين ناريين سلبوا منهم مبلغ مالي بالعملة الصعبة وهذا تحت طائلة التهديد بالسلاح الناري. حيث صرح الضحية مجيد انه تعرف رفقة زميله عبد القادر على رعية افريقية يدعى موسى عن طريق رعية افريقية أخرى يجهل هويته وبمرور الأيام اخبرهما هذا الأخير انه يملك كمية من الذهب الخام يريد بيعها ،فقبلا عرضه وهنا طلب منهما موسى أن يرافقاه إلى مسكنه الكائن بحي الينابيع بئر مراد رايس لإتمام العملية ، وبمجرد وصولهم إلى الفيلا انتابهم شكوك بان هناك مؤامرة وتلاعبات من طرف الرعية الإفريقية الذي احضر كيس بداخله مسحوق اصفر اللون يشبه الذهب ادعى انه السلعة التي حدثهم عنها .وبعد تفطنهما للعبة قرر المعني بالأمر الانصراف رفقة صديقه عبد القادر وعدم إتمام تلك الصفقة المشبوهة وفي تلك اللحظة ثلاث أشخاص جزائريين ودون أي سابق إنذار اقتحموا الفيلا وكانوا مرتدين صدريات الأمن الوطني اثنان منهم كان بحوزتهما مسدسين ناريين بدءوا يصرخون ويقولون( شرطة، قفوا مكانكم )،وقاموا بتفتيش الضحيتين تحت طائل التهديد، وفي تلك الأثناء تمكن مجيد من الهرب بعدما التقط الكيس الذي يحوي على مسحوق الذهب ،فيما بقي عبد القادر محتجزا من قبل العصابة حيث سلبوا منه مبلغ 1100 اورو مقابل آن يطلقوا سراحه . وبعد التحريات المكثفة تم التوصل إلى أفراد العصابة وهم (ج،محمد) موظف شرطة موقوف عن العمل ، رفقة شخص آخر يدعى (ب،محمد)و(ب،سمير) موظف شرطة والرعية الإفريقية سمير، و(د،حسان) مالي الجنسية ،حيث أن هؤلاء الأشخاص يكونون جماعة أشرار تقوم بسلب أموال المواطنين عن طريق النصب والاحتيال وذلك بتقديم لهم مسحوق من البرونز على أساس انه ذهب خالص بالاستعانة بالأسلحة النارية وصدريات الشرطة لتضليل المواطنين. ومن خلال المعلومات المتوفرة لدينا فان التحقيق الذي تم بمحكمة بئر مرادرايس كشف أن المدعو (ج،محمد) هو الرأس المدبر لتلك العملية حيث اعترف أثناء التحقيق معه عن تورطه في القضية كاشفا عن معظم أعضاء العصابة ودور كل واحد منهم حيث أن الرعيتين الإفريقيتين يتظاهران أنهما بائعان،أما المدعو(ب،محمد) سائق ويعتمد عليه حالة الضرورة أما (ب،س) فهو العمود الأساسي الذي ترتكز عليه العصابة باعتباره موظف شرطة يتدخل باسم الشرطة مستعملا الصدرية والمسدس الناري للتحكم في الوضعية.أما المدعو (د،حسان) فيعتبر الممول الرئيسي لتلك العصابة حيث انه يقوم بإحضار المسحوق من مالي على شكل تماثيل وتحف فنية من معدن البرونز لتفادي مراقبة رجال الجمارك والأمن ثم يقوم بتحويلها إلى مسحوق اصفر يشبه الذهب يعرضه للبيع عن طريق الرعايا الأفارقة وبمساعدة جزائريين. كما أسفر تفتيش مسكن المدعو(د،حسان) عن حجز الشرطة لكمية معتبرة من المسحوق المعدني اصفر اللون وتقدر ب22 كلغ ،وستة تماثيل من البرونز وثلاث موازين ومكيال ،كل هاته الأغراض التي تستعمل في عملية النصب والاحتيال على الناس . إلهام بوثلجي