يشتكي الكثير من المصلين من الأداء الضعيف لبعض الأئمة في صلاة التراويح، خاصة فيما يتعلق بالصوت النشاز، القراءة الرديئة والأخطاء المتكررة، والتي تكون سببا مباشرا في عدم خشوعهم أثناء الصلاة، فتجدهم يقاطعون مسجد الحي للبحث عن آخر يكون الإمام فيه أكثر مهارة وفقها في أصول الدين. والأهم من كل هذا صاحب الصوت العذب والرخيم في تجويد آيات الذكر الحكيم. والغريب في الأمر أن عددا كبيرا منهم لا يتوانى في قطع عشرات الكيلومترات للصلاة في المسجد الذي وجد فيه الإمام البارع الذي يدعوه إلى الخشوع. وبهذا الصدد، ينتقل مجموعة من شباب بلديتي "أحمد راشدي" و"رجاص" بميلة على متن سياراتهم وحتى مركبات النقل الجماعي إلى بلديات مجاورة تبعد بحوالي 30 كم أو 40 كلم، لأداء صلاة التراويح والعودة في نفس الليلة، وهذا بغرض حضور الصلاة التي يؤمها أئمة من الجنوب الجزائري استعانت بهم مديرية الشؤون الدينية للولاية لأداء صلاة التراويح طيلة الشهر الفضيل. في حين تجد بقية مساجد الولاية خاوية على عروشها تماما من المصلين، لأن الإمام طاعن في السن، لا يجيد تلاوة القرآن، ناهيك عن الأخطاء المتكررة في قراءة كتاب الله تعالى. هذا وقد أصبح لبعض الأئمة مجموعة من المعجبين وحتى المعجبات اللواتي يبهرهن صوته الجهوري في التلاوة، فتجدهم يتبعون إمامهم المفضل أينما حل وارتحل، فمسجد بلدية المقرية الذي ذاع صيت إمامه في عديد بلديات العاصمة بسبب قراءته الممتازة للقرآن الكريم، أصبح يستقطب حشدا غفيرا من المصلين في صلاة التراويح كل سنة، وهو نفس الأمر لعدة مقرئين جزائريين أثروا بصوتهم على آلاف المصلين على غرار المقرئ رياض الجزائري، والشيخ ياسين والمقرئ عبد المجيد.