تحرص العديد من اللجان الدينية في المساجد بالعاصمة على التعاقد مع مقرئين من ذوي القراءات الجيدة والأصوات الشبيهة بالعفاسي والسديس وسعد الغامدي، حرصا على جلب عدد كبير من المصلين في صلاة التراويح. وأصبح المصلون يختارون المساجد التي يؤدون فيها صلاة التراويح، بسبب القراء ويختارون ذوي الأصوات والتلاوة العطرة على غرار القارئ ياسين، توفيق بن شعبان، الشيخ مراد دبياش، حمزة تكرلي وفاروق ماحي، هي أسماء عديدة تتداول هذه الأيام في العاصمة والسؤال المتداول أكثر خاصة بين الشباب أين ستصلي صلاة التراويح هذه السنة ؟. وككل عام يحرص الجزائريون على أداء هذه الشعيرة من خلال اختيارهم للمساجد التي يصلون فيها، إلى درجة أن الشباب يقوم بالتنقل والارتحال وتخطي مسجد الحي الذي يسكن فيه بحثاً عن المساجد التي تلبي رغبته أو في ما يسمى تتبع الأصوات الحسنة التي قد تزيد من خشوعهم في صلاتهم. وأمام تنامي ظاهرة الاهتمام الكبير لذا الشباب العاصمي بالمقرئين بصلاة التراويح، قامت «البلاد» باستطلاع وبالتنسيق مع صفحتين عبر الشبكة الاجتماعية «فايس بوك» وهما موسوعة القراء، وقراء المنابر في المساجد استطاعت أن ترصد بعد أخبار القراء والبداية مع المقرئ «ياسين فكيح» المعروف ب «ياسين الجزائري»، صاحب الصوت الرخيم، الذي تعدت شهرته حدود الوطن إلى العالم العربي والإسلامي بتلاوته العطرة والأداء المتقن، وسيطل الشيخ على محبيه من مسجد عبد اللطيف سلطاني بالقبة القديمة الجزائر العاصمة، وقد عاد ليؤم بالمصلين بعد غيابه عنهم في السنتين الماضيتين بسبب سفره إلى دولة قطر، حيث كان يؤم المصلين. ولا يمكن أن نتحدث عن مساجد العاصمة دون أن نتحدث عن مسجد التوبة بحي البريد والمواصلات بحيدرة الذي يصلي فيه الشيخ مراد دبياش أو كما يصفه البعض صاحب التلاوة الملائكية الشبيهة بطريقة القارئ السعودي سعد الغامدي جعلت منه قبلة المصلين في كل سنة. ولعل المسجد الذي جلب مصلين كثيرين في رمضان العام الماضي، هو مسجد الشهداء بالمرادية، حيث أمّ المصلين قارئ شاب ويتعلق الأمر بحمزة تكارلي الذي كسب قلوب آلاف المصلين قبل إمامتهم في المرادية. وكان قد كسب قلوبهم في برنامج فرسان القرآن وبلغ النهائي، وقبلها في مسجد السنة ببئر مراد رايس في الصلوات الخمس في السنوات الأخيرة، وتميز بصوته القوي وتقليده لمشاهير القرآن المنشاوي وإمام الحرم المكي ماهر المعيقلي. وفي مسجد عقبة بن نافع الكائن بحي «بيلام» بباش جراح، سيطل الشيخ توفيق بن شعبان، صاحب التلاوة الهادئة والصوت الشجي على محبيه، وغير بعيد عنه ومن مسجد أبوعبيدة بباش جراح، نجد القارئ الكفيف فاروق ماحي والصوت المصداح بتقليده المتقن لمشاهير القراء، ولا يختلف الأمر في باب الوادي مع القارئ عبد الكريم بوفاتح، صاحب تلاوة رائعة ومقلدا أحيانا القارئ الكويتي مشاري العفاسي. أما في الحي الشعبي محمد بلوزداد «ببلكور» سابقا فسيشتاق المصلون للعام الثالث على التوالي لابن حيهم القارئ المبدع الشيخ «عبد المجيد مهني» الذي يؤم الناس حالياً في أحد مساجد قطر، بعد أن قام المسؤولون هناك بالتمسك به لما يتمتع به الشيخ من إمكانيات صوتية باهرة وهو ما لم يجده في بلده الأم. وبالتنقل إلى قلب العاصمة، نجد مسجد الرحمة الذي يستقطب سكان شوارع حسيبة بن بوعلي وديدوش مراد ومحمد الخامس، نظرا لموقعه وسعته، إضافة لما يميز إمام صلواته القارئ أمين وبعض القراء الشباب الذين يعينونه في ختم القرآن الكريم خلال الشهر الفضيل. كما يتوجه العديد ممن يقطنون أعالي العاصمة إلى مسجد النور في حي الثغاريين Tagarains الذي يتقاسم إمامته المقرئيْن «يوسف» و«بلال بن عميروش». وإلى مسجد الموحدين بالأبيار، حيث يصلي كل من الشيخ «رضا كريمات» والقارئ «منير». ومن بئر مراد رايس وبمسجد السنة مع القارئ الشاب «أمين ليمان» بتلاوته الهادئة، كما يجذب مسجد الأنصار في درارية الأنظار بسبب جماله وحجمه الكبير بإمامة القارئ عبد الحكيم كالمعتاد. البعض يفضل قرب المسافة والمكيف الهوائي لكن وسط اختيار القراء وقطع المسافات، هناك طائفة أخرى تفضل مسجد الحي أو أقرب مسجد، بسبب حرارة الطقس من جهة أو تأخر صلاة التراويح إلى العاشرة ليلا، ما جعل بعض المصلين يتفادون قطع المسافات بسبب غياب وسائل النقل ليلا. أما الفئة الأخرى فهي تلك التي تبحث عن مساجد تتوفر على وسائل الراحة أو مكيفات هوائية، بسبب حرارة الطقس واكتظاظ المساجد بالمصلين خاصة الصغيرة أو التي لا تتوفر على مكيف هوائي تدفعهم للتوجه إلى خارج المساجد التي تتوفر على ساحات كبيرة وهو ما يحدث في بئر مراد رايس بمسجد السنة، حيث لجأ الإمام لإمامة المصلين في فناء المسجد أو ما قام به مسجد القبة القديمة التي فتحت سطح المسجد للمصلين لعدم توفره على فناء. والأكيد أن رمضان هذه السنة لن يختلف عن سابقيه والجميع ينتظر جديد المساجد ومن سيؤمهم ويمتع آذانهم بالقرآن الكريم، في وقت اختار البعض المساجد والقراء المفضلين لديهم.