اكتشفت مصالح الأمن خلال الأشهر القليلة الماضية تدفق العشرات من المهاجرين السريين الحاملين للجنسيات الأسيوية لاسيما من الهند وباكستان و أفغانستان الحدود الجنوبية الجزائرية قادمين من مالي بشكل ملفت للنظر ،يحاولون الوصول الى أوروبا عبر عرض الصحراء بعد أن قطعوا آلاف الكيلومترات من جنوب اسيا الى أفريقيا عبر محطات مختلفة وتم توقيفهم على التراب الجزائري في رحلة تدوم قرابة الثمانية أشهر يدفعون مقابل ترحيلهم الى الحدود الجزائرية أموالا طائلة لشبكات دولية مختصة في تهريب "البشر" إلى اسبانيا تعمل بين باكستان ، مالي والجزائر. وكانت أخر محاولة للترحيل 23 مهاجر سري اسياوي قد أحبطت منتصف شهر أوت الماضي من طرف عناصر سرية أمن الطرقات للدرك الوطني بعين صالح المنتدبين على مستوى السد الثابت التابع للوحدة العسكرية المتمركزة بمنطقة عين الحجاج 90 كلمتر شمال عين صالح ، وتم توقيف ثلاثة جزائريين كانوا يحاولون تسهيل تنقلهم بصفة غير شرعية داخل التراب الجزائري على متن سيارة خاصة من نوع طويوتا . و كشفت التحقيقات الباكستانيين وعددهم 20 مهاجرا لهم خيوطا من شبكة دولية خطيرة عابرة للقارات تعمل على ترحيل باكستانيين وهنود وبنغال الى اسبانيا عبر أفريقيا مقابل 16 ألف اورو للمهاجر الواحد. و تم ترحيل 20 مهاجرا باكستانيا بطريقة شرعية على متن رحلات جوية منتظمة من مطاري كراجي ولاهور بباكستان الى بوركينافاسو مرورا بمطاري دبي وأبيجان العاصمة الافوارية وذلك على دفعات ابتداء من شهر ديسمبر من السنة الماضية إلى غاية جانفي 2007 ويقول المهاجرون لدى استجوابهم أنه اشرف على ترحيلهم أحد أثرياء مدينة "رافيل بيندي"الباكستانية ودفعوا له مبلغا بالعملة الباكستانية قدره مليون روبي للشخص الواحد أي ما يعادل ستة عشر ألف وأربعمائة اورو مقابل التكفل بهم في إيجاد مناصب عمل باسبانيا والتكفل بجميع مصاريف النقل والإيواء والأكل طيلة رحلتهم ،وقد أقام المهاجرون الباكستانيين طيلة أربعة أشهر في إحدى المنازل الفقيرة بمدينة بوركينافاسو حيث تم استقبالهم وإيوائهم من طرف ثلاثة أشخاص مسلحين ببنادق مجهولة النوع وتم تحويلهم فيما بعد برا على متن سيارة من نوع طويوتا الى مدينة قاو المالية أين تم إيواؤهم في منزل من طرف شخصان ماليان لمدة شهرين آخرين. أما المهاجران الموقوفان من جنسية هندية فقد سافرا في أواخر شهر جانفي الماضي من مطار نيودلهي بالهند إلى دولة التوقو مرورا بمطار أديس ابابا ثم برا إلى قاو بواسطة النقل العام وفي قاو المالية انظم الهنديان إلى المهاجرين الباكستانيين بعد أن دفعا ومبلغا بالعملة الصعبة قيمته عشرة آلاف اورو لأحد الأشخاص من جنسية هندية الذي تكفل بتوفير جوازات السفر والتأشيرة وتذاكر السفر، وقد التحق بالمهاجرين أيضا مهاجر من البنغلاديش سافر بداية شهر افريل الماضي من مطار داكا ببنغلاديش الى بماكو جوا مرورا بمطاري دبي وكازا بلانكا بالمغرب ثم عن طريق وسائل النقل الى مدينة قاو المالية حيث دفع مبلغا بالعملة البنغلاديشية قدره مليون تاكا وهو ما يعادل سبعة آلاف أورو لأحد الأشخاص من نفس جنسيته . وقد اجتمع المهاجرون من الجنسيات الثلاث في مدينة قاو المالية حيث تم نقلهم إلى عرض الصحراء بالقرب من الحدود الجزائرية المالية قرب منطقة تين زواتين أين أقاموا هناك لمدة شهرين الى غاية التكفل بهم من طرف احد الموقوفين الجزائري الجنسية وهو من حاول نقلهم عبر المسالك الصحراوية الوعرة الى غاية مشارف مدينة المنيعة بولاية غرداية ، وقد تقاضى هذا الشخص مبلغا قيمته 46 مليون سنتيم من الأفارقة الماليين الذين أشرفوا على ترحيل المهاجرين الأسياويين من قاو الى الحدود الجزائرية الجنوبية ،وقد سلك بهم الطريق الرابط بين تين زواتين ومدينة "سيلات" ثم باتجاه صحراء "أهنت" عبر مسالك صحراوية إلى غاية مشارف قرية "أراك" ثم الى مدينة عين صالح وتوجه بهم الى منطقة وادي رجم الواقعة على بعد 90 كلمتر شمال المدينة بالقرب من الطريق الوطني رقم واحد وأجبرا لمهاجرين على السير على الأقدام عبر مسالك صحراوية ضيقة للالتفاف حول الحاجز الأمني الثابت ومرور السيارة فارغة دون لفت الانتباه على أن يتم إعادة إركابهم بعد تجاوز الحاجز ، غير أن المهاجرين تم توقيفهم بعد مرور أربعة أيام من السير . وقد سبق أن تم توقيف 19 باكستانيا من طرف عناصر الدرك الوطني بولاية تمنراست خلال السداسي الأول من السنة الجارية مما يدل على أن محاولة تسلل الباكستانيين عبر التراب الوطني مثيرة للقلق فتحت ملفا جديدا اسمه الهجرة الاسياوية . ليلى مصلوب